السبت، 25 فبراير 2012

يا رئيس الفقراء : لماذا يحمل (جرنالية) سنيم أثقالها ويُحرمون غلالها/بقلم :محمد سالم ولد محمد



JPG - 101.7 كيلوبايت
صورة من المظاهرة الأخيرة للجرنالية
سيدي رئيس الفقراء ...إنني أكتب بعد أن تخليت عن قلمي كسلاح منذ عدة سنوات لأن الأنظمة السابقة لم تكن تقرأ ;وكانت بطانتها تقرأ بصوت خافت كي لا تسمعها الحقائق التي سال حبر كثير علي والورق لكتابتها مناديا –لوكانت للمنادي حياة-ليُسمع صوت المظلومين وأناتهم في ربوع هذا الوطن الغالي ولكن هيهات .
سيدي رئيس الفقراء -وسأكررها في كل فقرة من مقالي هذا-لأن هذا اللقب بعث في الأمل وأعادني إلي هواية ظننتها في مرحلة من حياتي لا تطعم خبزا ولا تسقي من ظمأ.
سيدي رئيس الفقراء ...في عاصمة المعادن شمال وطننا الغالي يكدح آلاف الرجال ليل نهار بجد واخلاص وتفان لا مثيل له لتظل عجلة عملاق المناجم سنيم دائرة دون توقف .ولكن هذه الآلاف قُسمت بقدرة قادر إلي قسمين :
قسم يسمي العمال الرسميين في الشركة وبدأوا يحصلون علي معظم حقوقهم وتحسنت ظروفهم كثيرا في السنوات الاخيرة وبدأوا يحصلون علي نسبة معتبرة من أرباح الشركة تصل زيادة راتب أو راتبين أو عدة رواتب كل سنة وهو آمر بالغ الأهمية وإنجاز كبير يُذكر فيُشكر لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
JPG - 103.4 كيلوبايت
تشييع جنازة حقوق الإنسان
أما القسم الثاني سيدي رئيس الفقراء فهو مايُسمي ب (الجرنالية)ويبلغ عددهم الآلاف ويناهزون نصف العاملين في الشركة ويتحملون العبأ الأكبر من أعمالها ويتولون عادة الأعمال الخطرة التي لا يرضي الكثير من العمال الرسميين القيام بها وفي المقابل يحصلون علي أجور متواضعة مقارنة بإخوانهم الرسميين .ويعود ذلك إلي أن الشركة الأم سنيم تتعامل مع رجال أعمال كوسطاء لتشغيل هذه الفئة المهمة من عمالها ويقتطع هؤلاء الذين ليسوا سوي أطر متقاعدين من الشركة في أغلبهم جزءََ ليس باليسير من رواتب هؤلاء العمال برضاهم طبعا لأنهم في النهاية مرغمون علي العمل تحت أي ظرف لكسب قوتهم .
سيدي رئيس الفقراء في بداية العام الجديد 2012 أعلنت شركة سنيم عن أرباح العام 2011 التي تجاوزت 400 مليار أوقية وأعلنت عن علاوة راتبين إضافيين لعمالها الرسميين وحرمت (الجرنالية)من تلك العلاوة رغم اتفاق سابق بين نقابتهم والشركة ينص علي التزام الشركة بمنحهم أي علاوة يحصل عليها زملاؤهم .
سيدي رئيس الفقراء ...بأي منطق أم بأي عرف أم بأي قانون يُحرم هؤلاء مما أنتجته أياديهم وسهروا علي صيانته طوال سنين عديدة تحملوا فيها الكثير ولا زالوا يتحملون ومستعدون للمزيد من التحمل.أم بأي شريعة يحمل (جرنالية)سنيم أثقالها ويُحرمون غلالها .
سيدي رئيس الفقراء إن هذه الفئة من العمال نظمت صفوفها وبدأت تعي جيدا ما لها وما عليها ومستعدة للدفاع عن حقوقها بكل الطرق السلمية .ولن تتراجع قيد أنملة عن المطالبة بما هو حق لها فبادروا سيدي الرئيس بمنحها حقها قبل أن تُنفذ ما هددت به من إضراب عن العمل هو حق يكفله لها القانون .حق ستتوقف معه شركة سنيم عن العمل ويرتفع سقف المطالب وتنادي سنيم حينها بمقالة الخب (رب اعطني عاقلا أتخلص منه).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق