لماذا يحاولون توقيف ولد الامام الشافعي/ صفية بنت العربي
- الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2011 09:28
اسئلة كثيرة تطرح نفسها بصدد الطريقة التي تعمد نظام الجنرال عزيز ان يتعامل بها مع معارضه، رجل الاعمال والسياسي البارز المصطفى ولد الشافعي.
لقد بدأت العلاقة بين ولد الشافعي والجنرال عزيز تسوء منذ فترة حكم الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذي كانت هواتفه الخاضعة لتنصت كبير حراسه تشي بالنصائح التي كان ولد الشافعي يقدمها لصديقه الرئيس بضرورة التخلص من سيطرة ولد عبد العزيز، الذي لم يعد يخفى طموحه للتربع على الكرسي الذي يتربع عليه الرئيس سيدي.
وقد استطاع النشاط الدائب لولد الشافعي في مقاومة الانقلاب الذي قاده الجنرال عزيز فيما بعد ان يزيد الطين بلة.
وبعد استمرار عزيز في الحكم، حاول لعدة مرات ان يتقارب مع ولد الشافعي الذي كان يعرض تماما عن القبول باية علاقة يمكنها ان تربطه بانقلابي لايفقه كثيرا في فن ادارة السلطة. فكانت لولد الشافعي خرجات اعلامية حادة، تنتقد ادارة عزيز وتصفه بالفساد والثراء في الفاحش على حساب الشعب.
هذا بالاضافة الى ان اجهزة الاستخبارات الموريتانية التي تتوقع ان تنزل المعارضة الموريتانية للشارع في اجل قد لايكون بعيدا، تعتبر ان الداعم المحتمل الاقوى لهذا الحراك المتذمر هو المصطفي ولد الشافعي، الذي تقول مصادر استخباراتية انه ربما وفق في مساع لتقريب بعض وجهات النظر التي كانت متنافرة داخل منسقية المعارضة بخصوص النزول للشارع.. وهي ذات الجهات الاستخباراتية التي تحدثت بعض المواقع الالكترونية المحسوبة عليها سابقا عن دور لولد الشافعي في دعم حراك شباب 24 فبراير واحتجاجات لاتلمس جنسيتي.
والجلي ان ولد عبد العزيز لايخاف شيئا خوفه من الحراك الشبابي ونزول المعارضة للشارع، الامران اللذان يجد في ولد الشافعي عاملا استراتيجيا في نجاحه. وهو ما ينجلي في تركيز اعلام عزيز خلال الاشهر الاخيرة على تحالف الشافعي وولد بوعماتو وبيرام ونشطاء زنوج ومقاتلي فرسان التغيير السابقين للاطاحة بنظام الجنرال عزيز، الذي يفتقر لوضوح الرؤية والروية.
ومن مكامن الخطورة في علاقات ولد الشافعي على نظام عزيز صداقاته القوية بدول الجوار وبزعماء عشائر الطوارق التي خولته النجاح في وساطات لاطلاق سراح غربيين، اختطفهم مقاتلو القاعدة. وهي العلاقات التي لا يأمن ولد عبد العزيز ان يتم استغلالها من طرف معارضه الجسور لالحاق الاذى بنظامه.
هذا بالاضافة الي العلاقات الوطيدة التي تربط ولد الشافعي بالمملكة المغربية، التي تشهد علاقتها بولد عبد العزيز تدهورا غير مسبوق، كان من آخر تجلياته الكثيرة طرد مدير "لاماب" عبد الحفيظ البقالي.
و لم تفتأ المغرب حاضرة بشكل مباشر او غير مباشر في كل الانقلابات التي عرفتها موريتانيا.
لم يكن مشروع تلفيق تهمة دعم الارهاب لولد الشافعي جديدا لدى الدوائر الامنية في موريتانيا، فبعد نجاح الرجل في اطلاق سراح الرعايا الاسبان الذين اختطفتهم القاعدة، تم السعي لتلفيق ملف بهذا المعنى الا أنه لم يقنع الدوائر الامنية الاجنبية، كما تمت ايضا محاولة اقحامه في ملف مخدرات بالتمالؤ مع بعض المشمولين به.
بدأ التمهيد لاصدار مذكرة اعتقال دولية في حق ولد الشافعي بالايعاز لبعض صحفيي ادارة الامن بالربط بينه وبين المنشقين مؤخرا عن تنظيم القاعدة..كما قام بعضهم بتحميله مسؤولية خطف الدركي في عدل بكرو.. وبعد ان رأت اجهزة الاستخبارات الموريتانية ان الطبخة نضجت، اوعزوا لقاضي التحقيق في قضايا الارهاب باصدار مذكرة التوقيف الدولية في حقه.
ويأتي اصدار هذه المذكرة بعد فشل محاولة اغتياله، و محاولة الربط بينه وتهريب اموال القذافي.
غير ان نظام ولد عبد العزيز بدا يتخبط في تعامله مع الشافعي: تم منع زوجته واطفالها من دخول الاراضي الموريتانية، وبعد حملة سياسية واجتماعية وحقوقية لإدانة ذلك، تم ايفاد وزير الخارجية ليقدم اعتذارا ضمنيا وتراجعا عن سحب التاشيرة التي منحت لهم، وهو ما كذبته اسرة ولد الشافعي بالدليل القاطع. غير ان المثير للريبة هو انه في الوقت الذي كان وزير الخارجية يقدم فيه اعتذاره الضمني، تم اصدار مذكرة توقيف دولي في حق ولد الشافعي، وكأنه تكذيب لوزير الخارجية يقول به لسانهم: لا، نحن نستهدف الرجل!
ولعل الاكثر بشاعة في الموضوع: هو ان يتم اصدار المذكرة في وقت مرض والده الامام الشافعي، الذي تقاطر للعيادة عليه كل وجهاء موريتانيا وسياسييها، والذي لم يوفد مسؤول رسمي للاطمئنان على صحته..
ولكن يتفق المحللون على ان مذكرة التوقيف المذكورة ستكون ذات نتائج عكسية وسلبية على نظام ولد عبد العزبز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق