هل بدأ صراع الجنرالات؟/ امين ولد شغالي
- الإثنين, 13 شباط/فبراير 2012 07:44
أثارت ترقيات بعض الضباط السامين في الجيش الأسبوع الماضي، الكثير من التساؤلات داخل الرأي العام وخصوصا الترقية الاستثنائية التي حصل عليها قائد الأركان الوطنية محمد ولد الغزواني الذي أصبح بفضلها أول ضابط موريتاني يصل إلى رتبة لواء ركن.
اعتبر البعض أن الأمر يتعلق برشوة لشراء الولاء، بينما رأى فيها آخرون خدعة لطمأنة الرجل قبل إبعاده إلى وظيفة أخرى، والواقع أن هذا الإجراء يأتي في إطار مناخ عام من الاستياء من طريقة إدارة الرئيس ولد عبد العزيز للأمور سواء على مستوى شركائه في الجيش أو الأغلبيته أو على مستوى المعارضة، وأنه ينبغي فهمه ضمن ذلك الإطار.
فلم يكن خافيا على أحد أن العلاقة بين كل من ولد عبد العزيز وولد الغزواني كانت باردة إلى أبعد الحدود إن لم تكن متوترة جدا بعد إقالة العديد من المسؤولين المحسوبين على هذا الأخير من الإدارة والبدء في اتخاذ إجراءات عملية لإقالة عناصر قيادية في الاتحاد من أجل الجمهورية محسوبة عليه أيضا، فكيف نفسر إذا هذه الترقية التي تزامنت مع رفض ولد عبد العزيز لأي تعديل في قيادة الحزب الحاكم وهو الرفض الذي صرح به لأعضاء المكتب التنفيذي لحزبه خلال لقائه الأخير معهم وشكل مفاجئة غير سارة بالنسبة لبعضهم؟
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن ولد عبد العزيز بدأ مؤخرا يشعر بوطأة الاحتجاجات المتنامية ضده في الشارع، وفي نفس الوقت بالضيق من تماسك الجنرالات من حوله وتمسكهم بما يعتبرونه ميثاق شرف موقع بينهم معه يقضي بأن يستمروا في الحكم معا أو يرحلوا جميعا معا، ذلك التماسك الذي منعه من التخلص من الجنرال ولد بكر حين غضب عليه بسبب اختطاف الرهائن الأسبان ومن الجنرال ولد الهادي الذي ارتكب خطأ المرور بالمغرب من دون إذن رئيسه!
هل يقدم هذه الهدية لرفيقه بالفعل مقدمة لإبعاده نحو المنفى في تمنراست بصفته منسقا لقيادة العمليات المشتركة لدول الساحل؟ أم أنه يحاول فقط أن يضعه على مسافة من الجنرالات الذين يلتفون حوله باعتباره ضامن السهر على تنفيذ ميثاق الشرف الذي يتمسكون به خوفا من مصير رفاق ولد الطايع الذين أطاح بهم واحدا واحدا؟ وأي مغزى لتسمية جنرال جديد من أسرة القائد المساعد للأركان إن لن يكن من أجل تقوية نفوذه تحضيرا لتسميته قائدا للأركان؟
قد يكون الأمر كذلك لكنه قد يكون أيضا متعلقا بمخطط أشمل يسعي من ورائه الرئيس ولد عبد العزيز إلى "تهيئة" جيل جديد من الجنرالات استعدادا للتخلص من قدماء الجنرالات الذين يعتقدون أنهم فوق المحاسبة وأنهم يمتلكون الشرعية ذاتها التي يمتلكها الرئيس إذ لولاهم لما استطاع الوصول إلى السلطة ولا البقاء فيها ليوم واحد.
ومهما يكن فإن تلك الترقيات كانت بمثابة إشارة انطلاقة الصراع بين أبناء الثورة والسؤال المطروح لم يعد هو: هل بدأت الثورة تأكل أبنائها؟ بل أي من هؤلاء الأبناء سيكون الثور الأبيض؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق