رئيس بدون أغلبية
سيدي محمد بن جعفر
كتيبتان سطرتا الأحداث في هذا البلد منذ سنين أربعا أولاهما كتيبة برلمانيين "تحت الطلب" المكونة من فلول الصف الأول والثاني من الحزب الجمهوري الغابر ، ومن انتهازي المعارضة التقليدية الجاهزين لكفران أيادي كل من واساهم حين كانوا نسيا تلك عادتهم "هجران كل من مادت سفنه بفعل عاديات الجديدين "، قبل أربعة أعوام تذكرت عصابة البرلمانين فجأة ودون مقدمات أن لهذا المجتمع قيما لا يجوز لساكنات الخدور (انتقاد ليالي خت وتمويلات منظمتها الخيرية ) المعمرات للبرج الداكن ( القصر الرئاسي ) التطاول عليها .
في تلك الفترة كانت كتيبة أخرى مجزر الكلب (فريبة جدا) من ذلك البرج حيث يوجد بداخلها سدنته المتبتلون ، وحدهم كانوا مكلفين بحمايته ،وحدهم قادرون على تحديد من سيدخله شامخا "مطاعا"، إنهم بالفعل أولياء نعمة كل معمرٍ فيه وما يُنقص من عمره فهو بأيديهم .كتيبة برلمانين تحت الطلب لم تكن في الحقيقة أكثر من ظاهرة صوتية ذلك ديدنها ، مذ حققت حلمها السياسي ،في الجانب الأخر ظن ساكنة القصر أن الأجسام الناعمة البادية من تحت لحاف الحرير الشفاف ،والشفاه الحمر المتلعثمات، هن من ستقدن المرحلة التي وٌعد بها ، فللغواني تاريخ طويل في قيادة هذا البلد بعضهن من وراء حجاب وبعضهن كن بارزات في العقدين الأولين من عمر الدولة (ماري ) ربما حاول "سيد" القصر استحضار تلك أو استلهامه كسابقة مرضية للغرب النابز للعرب والمسلمين في التعاطي السلبي مع النساء ،كانت سيدة القصر واثقة من قدرتها على ضبط الأمور والسيطرة ، تحدثت لصحيفة سنغالية عن شهادة نادرة من جامعة السربون تأهلها ربما لقيادة بلد لا يهتم أصلا بأهل الشهادات،أمر لم ترضه الكتيبة الثانية صاحبة المنطق الرجولي بكل تفصيلاته وتمفصلاته ، حاولت صويحبات الصوت الرخيم أن تستبقن النسور الكواسر الجاثمين على مداخل البرج الداكن ، فصرخن بصوت عازل ، (عزل الجنرالات) فانفضت النسور المتربصة على القصر ومن فيه لم تدبر أمور هذه الأحداث بليل،بل تمت في وضح النار وعلى عجل كما يبدو وبرضا "الأشهاد " الذين كان على رأسهم ( الرئيس احمد ولد داداه) حامل مشعل رفض أن يكون الأصحاب النياشين مقعد في "الظل "،أو على الأرائك الفارهة "فعَمد" تحرك كتيبة النسور الجوارح التي شعرت أنها مجروحة، وهبت العصافير من كل وادٍ مزقزقة ،وتوارت كتيبة البرلمانيين وكشر نسر الكتيبة الرئاسية عن مخالبه، وشمر عن ساقه فجاست أقدامه كل الألغام ، وطالت ألفاظه النابية الساخرة المتحدية كل المحرمات ، حتى بني الأصفر الذين ترتعد منهم عادة فرائص حكام العرب ، خُوطبوا من طرفه بما لم يألفوا ،وربيبتهم المدللة ( إسرائيل ) أهينت وضربت عليها الذلة والمسكنة ، ولم تجد حبلا ينجيها، فأٌسقط نجمها عير المأسوف عليه بسهم من نسر الكتيبة الرئاسية فأصاب هوى في نفوس جل ساكنة هذا الركن من الصحراء الكبرى التي استعصت عبر تاريخها الطويل على المبشرين ،ورفضت أن تقبل بأكثر من دين واحد ، أشفع ذلك التصرف المطلوب والمشرف بفعل جلل حيث أنحي قائد الكتيبة (وليس الانحناء من خلق النسور) أمام مستضعفي سكان ضفة النهر الذين أدميت ظهورهم وسالت مآقيهم دما على أحباء وأوطان أرغموا على هجرها برهة ،أعطت هذه الجسارة للرجل مكانة في النفوس اليائسة من أي فعل يُشعر المواطن بالانتماء إلى بلد العجائب هذا ودٌشنت حملة الأخذ على يد الظالم ، فسٌحب من الجل سنمفونياته التي طال ما تغنو بها فالعلاقات المشينة مع أحفاد "الخنازير"لم يعد بإمكان أئمة مساجد الغلو والتكفير توظيفها ومقولات الفساد المستشري في جسم الدولة لم تعد مسموعة، من المنجلين ، والميثاقين، والأحرار، .انطلق قائد الكتيبة وحده حتى غرس رايته في قلب البرج الداكن ،فشهد له بنو الأصفر باحترام قواعد اللعبة الانتخابية وتوفر شروطها "وشهادتهم "تكفي للتزكية والأحقية في الإقامة في ذلك المبنى المغري ،ما إن تمكن الرجل حتى عادت كتائب "برلمانيين تحت الطلب" تتزاحم على الباب فوجدوا كل النوافذ قد أُحكم إغلاقها، ما لم يفهموا أو مالا يريدون فهمه هو أن الرئيس قاد معركته لوحده وانتصر فيها لوحده وليس لأحد عليه منة ، غَير قواعد اللعبة السياسية في بلاد العجائب عند ما اقتيد وزراء وكبار موظفي الدولة من على الكراسي الفارهة إلى زنزانات مقززة تطبيقا لشعار سياسية الأيدي النظيفة .وفجأة بدأ الرئيس وكأنه بدون أغلبية إنهم كانوا يريدون أن يستفيدوا من الريع وان يدفع لهم مقابل كل فرية لاكتها ألسنتهم وقلوبهم التي مردت على النفاق ،لم يدركوا على ما يبدو أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وهم لا يريدون ذلك وأن الموالاة قناعة ينبغي أن لا يٌطلب عليها ثمن تماما مثلما المعارضة خيار ، أصبحوا يسحون الدموع على ما فرطوا في جنب من لايعترف لهم بفضل عليه،أجل وكيف يعرف لهم فضلا وهو الذي حمل أكفانه مرتين بين ذراعيه مرة عند ما قرر التخلص و"التخليص" من الرمسيس " معاوية" والثانية عند ما مزق نجمة شارون اللعين التي كانت تحجب رؤية أنجم الظهيرة في سمائنا الزرقاء الصافية،في بلاد العجائب وحدها يمكن أن نصدق أن رئيسا بدون أغلبية تدافع عن برنامجه، خوفا من ألسن ذراب معارضة بها شيب حلبوا الدهر شطريه ، وشبان يرون القدح فخرا ، في جلسات الجمعية الوطنية ترى برلماني الأغلبية رغم عددهم أعصافير أمام عٌدة صقور المعارضة ،أي أغلبية تلك التي تنتظر حتى يخرج الرئيس فتهب خلفه تصدح وتمدح، أي أغلبية تلك التي لا تستطيع تنظيم مهرجان، مالم تٌآزر من الحكومة ،قالوا انه وبخ وزرائه الذين تصفهم أغلبيته بالعاجزين ، وتصفهم معارضته بعديمي الكفاءة المعرفية يتكلمون حين يكون الصمت فضيلة ويسكتون عند ما يطلب منهم تفسيرا لسلوك منهم يهدد مصالح مواطن تكالبت عليه المحن ، وتعاورته الخطوب.
لا يوازي تخلف الأغلبية عن متطلبات المرحلة شيء مما عهدنا في تعاطي نخبنا مع القضايا الجوهرية ، من المضحك أن تطلب الاغلبية الحاكمة من الرئيس دعما تثبت به مصداقيتها لدى المواطن؟ أجل من المضحك أن يعجز حزب حاكم عن ضبط منتسبيه من فئة الشباب ويحمل القصر مسؤولية مغاضبتهم صحيح أن المعارضة غير متماسكة لكن الصحيح أيضا أن الأغلبية عاجزة رغم المتاح ، الرئيس وحده هو الذي يصنع الأحداث في هذه الفترة هو وحده الواجهة إنه في موقف صعب لعله الأول في تاريخ الديمقراطيات إنه رئيس بدون أغلبية مدافعة ومنافحة .وقادرة على مواجهة التحدي في أدنى مستوياته.
لا يوازي تخلف الأغلبية عن متطلبات المرحلة شيء مما عهدنا في تعاطي نخبنا مع القضايا الجوهرية ، من المضحك أن تطلب الاغلبية الحاكمة من الرئيس دعما تثبت به مصداقيتها لدى المواطن؟ أجل من المضحك أن يعجز حزب حاكم عن ضبط منتسبيه من فئة الشباب ويحمل القصر مسؤولية مغاضبتهم صحيح أن المعارضة غير متماسكة لكن الصحيح أيضا أن الأغلبية عاجزة رغم المتاح ، الرئيس وحده هو الذي يصنع الأحداث في هذه الفترة هو وحده الواجهة إنه في موقف صعب لعله الأول في تاريخ الديمقراطيات إنه رئيس بدون أغلبية مدافعة ومنافحة .وقادرة على مواجهة التحدي في أدنى مستوياته.
تاريخ الإضافة: 27-02-2012 17:40:24 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق