- زايد
وما جزعي من أن أموت وإننى ===== لأعلم أن الموت شيء مؤقت
تميم بن جميل السدوسي
في الاسبوع الماضي أحرق الشاب ولد بزيد نفسه واتجه نحو القصر الرمادى حيث اطلق عليه الحرس النار، فى تلك اللحظات التى قرر فيها الشاب، رحمه الله، أن يقدم على فعلته وحسب وجهة نظري المتواضعة (تواضع اقتصاد بلدي )، سيان استقبله الحرس الرئاسي بالنار أو بالورود، لانه قرر ان يتخلص من الظلم على طريقته الخاصة.
قبل سنة فعلها ولد دحود وتقريبا فى نفس المكان.
توفى ولد دحود وولد بزيد -رحمهما الله - وغادرا هذه الدنيا غير آسفين عليها لأنهم هم من قرروا طريقة الحجز ومسار الرحلة مسبقا -بيدي لابيدي قصير- اختلفت الآراء وتباينت ردود الفعل وأصبحت الفتاوى المعلبة -ذبح على الطريقة الإسلامية-(حلال)، جاهزة واصبح الجميع يفتي بدون استثناء وخصوصا الإخوة فى النظام حيث توزع صكوك الغفران على الطريقة الكنسية.
لست مفتيا ولا فقيها ولا حتى متفيقها وما اكثرهم فى أيامنا هذه ولا أدعي أبدا ذلك فتلك منزلة لاينالها إلا الراسخون فى العلم، فالفتوى توقيع نيابة عن رب العزة، لكني أعرف، من باب الشعور الغريزي ولم أقل الانسانى (لان الغريزة توحد بين الإنسان وبقية الحيوانات أكرمكم الله)، ان الظلم مر المذاق وصعب التحمل فما بالك إذا كان الظلم والحيف صادر من بنى جلدتك وأقرب الناس لك، وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند وأعرف كذلك أن اسمى آيات التضحية ان يضحى الإنسان بنفسه ليفتح دروبا من العزة والكبرياء لغيره فذلك لعمري قمة الإيثار وأعرف أيضا أن خيار الشعوب دائما ينتصر ولو بعد حين.
أن تحترق وأن تسجن وأن تعذب في سبيل قضية ومن أجل وطن يعتبرك خارجا ومشاغبا وفوضويا بدل أن يجلس ويفكر ولو للحظة ويقول (مابال أقوام يحرقون انفسهم ويتظاهرون ). نظام يوزع المناصب على هواه ويصدر الفتاوى بالمقاس ويحيط نفسه بتلك الهالة المقدسة من أجل إرضاء غرور وكبرياء سقطت عند أول حادثة احتراق.
ارادة الشعوب لاتقهر أحرى إن كان الشباب هم الوقود، والكبرياء تليق بالفرسان والفرسان فقط
رحمكما الله فى مثواكما وأفسح امامكما أبواب رضوانه فقد ترجلتما عن فرسيكما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق