الثلاثاء، 27 مارس 2012

الموسيقى الحسانية: الأصول والمقامات



مقدمة:
إن الثقافة الموسيقية هي علم صحيح له ارتباط وثيق بالكثير من العلوم الراقية، ومن جهة أخرى فإن التدوين الموسيقي هو الطريقة الأنسب لإعطاء صورة حقيقية وراقية عن هذا الفن. فمن ذلك يمكن أن تتوارثه الأجيال بعد الأخرى بدون تحريف، وأن يعزف ويقرأ ويكتب عنه إذ أن موسيقى بدون تدوين كلغة بدون كتابة، وعبر تاريخها الطويل حظيت الموسيقى الموريتانية الحسانية بنسيان واسع وعزوف بدأت أماراته تظهر متمثلة في هجر الكثير من أبناء هذا الوطن للاستماع لها متخذا الألوان الموسيقية الأخرى –عربية كانت أو أجنبية- بديلا لها نتيجة عدم استيعابهم للمطبق منها في ظل غياب النظري المقروء.
وقد حاولنا في هذا البحث الوقوف عند بعض التفاصيل الموسيقية الهامة والتي لا يدركها إلا المتخصصون، وبناء عليه قدمنا تعريفات وإيضاحات لمختلف مصطلحات ومفاهيم هذا الفن، بالإضافة إلى الوقوف بإسهاب عند مقاماته وموافقاتها الأدبية ومتعلقاتها من آلات موسيقية وفنية، كما ألقينا نظرة على الأصول التاريخية لهذه الموسيقى وأبرز مراحلها في المحيط الموريتاني، بدءا من نشأتها في القديم إلى واقعها في عهدنا اليوم.

السلم الموسيقي الحساني وما يغنى فيه
ينقسم السلم الموسيقي إلى خمس مقامات أساسية مرتبة حسيب ما يلي وهي(كر، فاغو، لكحال، لبياظ، لبتيت) سنتاولها في مايلي مفصلة حسب الترتيب:
كَرْ:وهو المقام الأول من السلم الموسيقي الموريتاني.وهو ظهر الفرح وبه يبدأ الفنان مجلسه الموسيقي، وينقسم بدوره إلىقسمين:
أ ـ كر ّلكحل" وبه تكون الأوتار الموسيقية تميل إلى الصوت الأسود مصطلحا عندهم، حيث يغنى فيه من الشعر الحساني (لغن) بأبحر (ابتوتة) محدودة كا"مريميدة" الكحلة و"الواكدي" ويتناسب معهم مع أبحر شعرية أخرى فصيحة كالوافر مثلا، وسنورد مثالا على ما يغنى فيه من (لغن):
من "امريمده":

صيدات عاكب ملكانَ
كالولك اني نبغيهمْ
الله يعمل مولانَ
يعفي اعلي واعليهمْ

ومن "الواكدي":

لبلاك بالحَلفَ غلظلُ افتيلك
والغلْظ للًهْ والعبد الا امثيلك
يل اتشوف اعشاك من وجه امكيلك
عياط لحصيد الا اهجان
وأخير من ليل الناس اتكول ليلك
كوم احمارك راص اسفان


ب ـ كر "لبيظ": وهو (سيني) ويغلب عليه طابع الاسترخاء في الشدو وهو أيضا بدوره يتناسب عندهم مع أبحر أخرى ك "بوعمران" ومن الفصيح "البسيط" وغيره من الأبحر التي تمتاز بالقوافي الممدودة موسيقيا وسنورد مثالا على ما يغنى فيه من (لغن)الحساني
من:"بوعمران" :

يالرب ارحم يالرحيم
شيخ راحم باعيالك كان
ما يجلج مسلم واكريم
اٌراسخين افكلب لمان


2ـ" فاغو": وهو المقام الثاني من المقامات الموسيقية الموريتانية يمتاز بالحماسة واستعظام النفس والشدة في الترجيع (الردات) وينقسم إلى لونين هو الآخر:
أ ـ "فاغو" (لكحل) وهو مقام الحماسة عندهم وقد كانوا ينشدونه قديما في الحروب لحملهم على الضراب وغالبا ما ينتصب فيه الشادي واقفا ليتناسب الوقوف مع الحماسة المطلوبة وينشد عندهم للشيخ والأمير وصاحب المنزلة ودخول العريسين إلى قاعات الحفل الزواجي، ينشد فيه من الشعر الحساني "البت الكبير" و"مومايت البت الكبير" و"اتكسري" و"الرسم" و"مومايت الواكدي" وهي أبحر حسانية تستخدم عادة لغرضي : الفخر والحماسة، كما تنشد فيه أبيات من الشعر الفصيح ، بل ويغلب فيه انشاده.
ب ـ فاغو (لبيظ) وهو (سيني فاغو) ففيه تنزل حدة الترجيع (الردات) وتستوي النغمات الموسيقية ليأخذ الشادي في إنشاد أشعار تتناسب مع الشوق والوجدان وتذكر الماضي، وفيه ينشدون بحرا واحدا من الشعر الحساني (لغن) وهو بت لبتيت التام ، ومثاله :

لحباب ابعادو يلجواد
الكبلى منهم والتلى
واكراب لوكار اللي زاد
هوم هوم لوكار اللى

ومن الفصيح كل بحر يجد الفنان فيه القافية الطويلة لتسمح له بنفس أطول يتلاءم مع طبيعة المقام.
3ـ لكحال: وهو المقام الثالث من المقامات الموسيقية الحسانية وهو أيضا مقام من مقامات الشوق وهو الجزء الأول من ظهر (سنيمة) يمثل الجانب الأسود، وفيه ينشد بحر واحد من الأبحر الشعرية الحسانية (لغن) وهو (اسْغيَرْ) بنوعيه (العادي) و"تيكادرين" مثال ذلك:
من "اسْغَيرْ"

حد امنكز بعد ميدي
ذاك الا كافيه
خديجة منت سيدي
لَ شارات اعليه

وقبل أن ندخل في تفاصيل المقام الموالي وهو مقام (لبياظ) سنورد هنا لونا آخر لا يعدونه مقاما مستقلا بذاته ولكنه بمثابة الجسر الفاصل مابين المقامين وهو:
ـ ّّّّّازراك:الذي يعتبر لونا طارئا يخلط مابين النغمتين "البيظة" و"الكحله" فيمزج فيه المغني بين الترجيعة ذات الطابع "الأكحل" والطابع "الأبيض" ويغلب فيه الغناء بالشعر الفصيح وقد يغنى فيه بالبير مثلا.:

لحت العين اعلَ تيوْشات
واعلَ بخواك وانزوات
ظلت دمعتها ماركات
لازمْهَ تعرف لامَ
كانت تلتم او لاتلات
تلتم ايل القيام


4ـ لبياظ وهو المقام الرابع في السلم الموسيقي عندهم وهو أقوى المقامات تناسبا مع ذوق الجميع وهو المقام الذي إذا جمعنا بينه وبين المقام السابق (لكحال) سمي المقامان ب"سنيمة" وهو - أي لبياظ- قسمها الثاني وتفصيلا فيه فإننا نقسمه إلى لونين هما:
أ‌- الأول وهو لبياظ العادي ويغنى فيه بأبحر (ابتوت) لبير بأنواعه
مثلا: لبير العادي:

لعاد البيك الا اشواش
ولل عكل بيان
عز اغلان ذكاع لاش
كامل من عز اغلان


ابير "تاطرات":

ماخالك نوم اولاكعاد
اغلان ظفرت ظالل
مرت بالعكل الين عاد
فاصل فاحجاب الظالل

ابير"تيكادرين":

نعرف ليل فوك زيرَ
كاعد بينات اشويبتين
بين البدع اوبامير
لاهي ايغنولي ذاك زين

"مومايت"لبير":

هذ لبير افذي اطريكْ
والبدع الماهُ زاحلْ
عاد امفكًدْن بآوليك
واهل الساحل من ساحل


ب‌- اللّيّن: وتتغير فيه النبرة الصوتية لتكون أكثر سلاسة، فينشدون فيه الأشعار الغزلية والنسيب وغيرهما مما رق أسلوبه وانسابت معانيه كأشعار نزار قباني وامريء القيس وابن الملوح وغيرهم، وقد ينشدون فيه أيضا من الحساني "لبير" و"لبتيت" عند بعضهم، وقلما ينشد فيه غير الفصيح، ولا ترقى المسألة لدرجة القاعدة المتبعة.
5ـ لبتيت (بيكي) وهو المقام الخامس والأخير، حيث يتلاءم مع الحزن والشوق أحيانا وينقسم غلى قسمين :
أ‌- لبتيت لكحل (بيكي لكحل) وفيه تشد الأصوات الوترية لينشد فيه ببحر "لبتيت" : (التام، الناقص)، وغيرهما من "ابتوتة" مجموعة "لبتيت"، ويكون فيه (آمنكري) الترجيع عاليا جدا وسنورد مثالا على "البتين" اللذين ينشدان هنا في الغالب:
مثلا:"لبتيت"التام:

حد اصيل افتكانت شام
نافدها لاكي عنه عام
واعمل بلياليه اوليام
لين الحك منه بل امنين
عاد ايبانولو روص اخشام
اطرك تكانت متحدين
ينباو اويغباو افلغمام
اوهومَ كاع الامشيوفين
مايبك شوق ادرس ماكام
اولايبك فالعينين اخزين
اولايبك منثور افلكلام
ماجاو الفاظُ منظومين
يبكَ ماودَّ حق اتراب
ماهي كيف اتراب اخرَ زين
اولاحق امللي زاد احباب
ما ينجبرو فابلاد اخرين



لبتيت (الناقص):

بسملحيل ذ الفات
ننساه افعرفات
من لمكيل اولمبات
الليِ ماهو حافِ
واجماع واشويات
ننساهم!؟ باخلافي
هذ ماني ناسيه
او، لاني منو وافي
وايتم اللي خاطيه
فخلاكي فيافي


ب‌- "لبتيت" (لبيظ): وفيه تظهر الرخوة والانسياب على الترانيم الموسيقية كما تظهر على شدو المغني فيبدأ بالغناء بما يتلاءم مع طبيعة المقام الوجدانية ويغلب فيه الترديد لأشعار الشوق والرثاء وغيرهما، وينشد فيه من الشعر الحساني بمجموعة لبتيت كلها وسنورد بعضها ـ من المغنى به في هذ المقام ـ في مايلي إكمالا للفائدة وقد أوردنا منها "البتان" السابقان("لبتيت"التام، والناقص) والبقية نماذجها في مايلي مرتبة حسب عدد المتحركين:
"احويويص"(بت اربعة):

حزمك يمنـــت
الناس احمَ
من شِ للمــتـ
ـعين لعم



حثواجراد(بت خمسه):

مريم بالثبات
عنه دلالي
انزكتو مرات
يغير ابال


وبذلك نكون قد أكملنا الترتيب العام والواقعي الذي يسلكه المغنون الموريتانيون.
*- يعتبر هذا الترتيب الذي أوردناه هو الترتيب السليم والمتبع عموما في هذه الموسيقى الحسانية فالفنان إذا ما أراد في بعض الاستثناءات أن يبدأ بمقام ليس هو المقام لأول مثلا (فاغو) فإنه سيواصل مع بقية المقامات بالترتيب ولا يصح عندهم قلب هذا السلم فذلك خرق للعادة والذوق.
*- كثيرا ما يبدأ المغني في كل هذه المقامات بالهيللة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم استفتاحا كما يختم أيضا كل قطعة غنائية (الردات) بذلك.
*- المقاطع الموسيقية الموزونة التي تخضع لإيقاعات موسيقية وأخرى مصدرها آلة الطبل هي الأشوار) أو(انحاي) وتكون كلماتها حسانية وهي (الأشوار) وعربية فصيحة وهي (انحاي) وتلك الكلمات هي المسماة عندهم ب(ظهْرُ الشَوْرْ) وتتردد هذه الكلمات مابين "الكيفان" وعلى لحنهم، كما أن "الكفان" أيضا يكون رويهم في الغالب على نفس روي الكلمات مثال ذلك مايلي:
"يَوْكِي الًل انْحَجُو بَحْرَ الِنيْلْ"
فهذا هو (ظَهْرٌ الشًوْرِ) يتركب من ثمانية متحركين، ورويه لام ساكنة بعد سكون ميت بالياء، فجاءت الكيفان في الشور على نفس المنوال مثال:

يَلْعَكْلَ اَلًا تَمْ الشَّظَّفْ
سابَكْ تَلْكَ سِبَّتْ لَكْتِيْلْ
وَامْنَيْنْ اتْراهَ زَادْ اَعْرَفْ
عَنْ مَتَاعْ الدُنْيَا قَلِيلْ

فقد جاء روي الكاف على روي الكلمات "ظهر الشور": لام ساكنة وقبله سكون ميت بالياء، وقد نجد(شورا) كلماته أو كيفانه من بحر لا يغنى في ذلك المقام الذي لُحِّنَ (الشور) فيه ،وذلك لأن (الأشوار) المغناة لا تخضع لتلك القاعدة فنجد أغنية(شورا) كلماته من "لبير" مثلا ويغنى به في مقام "كر" مثلا وقس على ذلك.
*- الأداء عند المغنين هناك دائما ما يكون مرتبطا بجلسة أدبية يحضرها الجميع وهو ما يجعل هذا الفن يمتاز عن غيره بإشراك المستمع الحاضر فيبدأ الشعراء بقرض "الكفان" في نفس الغرض الذي تتناوله كلمات (الشور) وقد يخرجون على ذلك فيتغزلون على الحاضرين من نساء مغنيات وغيرهن ويشيدون أحيانا بأداء الفنان أو الفنانة وليس في ذلك من حرج عندهم


الآلات الموسيقية الحسانية
"صفاتها ومميزاتها"
1- التيدنيت:
وهي الآلة الأصيلة في (أزوان الحساني) وتتكون من حوض صغير مستطيل يتخذ من شجر آدرس غالبا، ومن جنبة وهي جلد رقيق تجتمع أطرافه بعضها إلى بعض كغطاء للحوض بأسلاك من عصب مأسورة على ظهر الحوض ومن عود في أعلى الحوض في غلظ الأصبع وطول الشبر فأكثر، ومن أربعة أوتار وتعمل غالبا من زغب أذناب الخيل أو من مادة ابلاستيكية في هذا العصر ويسمى الوتران الأوسطان والطويلان بـ(المهرين) وأحدهما (مهر) ويسمى الطرفان أي الوتران القصيران على طرفي المهرين بـ(تيشبطن) واحدهما (تاشبط) يكون الأعلى منهما أقصر من الأسفل (عدد الأوتار في التيدينيت أربعة او خمسة عند بعضهم)، ومن حربة وهي قصبة من نحاس فيها حديدة تجعل في رأس الحوض فيها دائرة من حلق صغيرة ومن (تامنانت) وهي عود يمد على وسط "الجنبة" ومن الدبوس وهي عود آخر تناط بأحد أطرافه رؤوس الزغب وطرفه الآخر متصل بالعود الأعلى الذي في رأسه الحربة وتحرك أوتار "التيدنيت" بـ"الظفر.
وفي التدنيت تسمى المقامات (اظهوره) بتسميات مختلفة تبعا لكل (جانبة) حيث تعزف التدنيت على ثلاث "جوانب" (الطرق):
ـ الطريق "البيظة": لون أبيض يغلب فيه أسلوب العرب فسواد "كر" يسمى فيه بـ"مكه موسى" ورديفه (الفائز) ويسمى بياض فاغو بـ"اسروزي" ورديفه (الحر) ويسمى بياض "سنيمة" بـ"لحجب" ويسمى بياض "لبتيت" بـ(لعتيك) أو "المتقارب" وهذه هي الطريق "البيظة"
ـ الطريق "الكحلة": وهي اللون الأسود الذي يغلب فيه أسلوب السودان فمقام "كر" فيها يسمى بـ(انتماس) ورديفه "سيني كر" وفاغو "تنجوكة" ورديفه (سيني فاغو) ولكحال يسمى فيها بـ(هيبة) ولبياظ يسمى بـ (مغجوكة)أو(اغوراس)عندبعض هم ولبتيت يسمى فيها بـ(أعظال).
ـ الطريق" لكنيدية" وهي لون متركب من اللونين السابقين وأقوى منهما وتسمى عندهم بـ (الجانبه العاقر) أي أنها لا تحتوي على (أشوار) خلافا للسابقتين، ويسمى فيها "كر" بـ (أنوفل) وفاغو بـ(اشبار) و لكحال بـ(الموسطي) أو (اتزخريف) ولبياظ بـ(منجلة) ولبتيت بـ(بيكي لمخاللف)
*- كل هذه الألوان الموسيقية والتسميات تتعلق بهذه الآلة (التيدنيت) لا غيرها ويعزف فيها أوزان موسيقية تخضع لإيقاعات في بعض الأحيان لها تسميات وشواهد تنبئ عن تعلق الموريتانيين بهذه الآلة وهي: (أشوار التيدينيت)، ويتبارون في معرفة أسمائها وشواهدها، والذي يسمي (شورا) بعد أن عزف وطرح كسؤال فهو: (حاص الشور) والمسابقةحوص الأشوار).
2ـ آردين:
وهو الآلة النسائية التي تختص بضربها المرأة في العائلات الموسيقية هناك، وتتميز هذه الآلة بقدمها وبأنها (جامع آنكار) وتتكون من قدح كبير، يصنع من مادة خشبية يلف بجلد مدبوغ وبعد ان يصبح كهيئة الطبل التقليدي يؤخذ فيجعل عليه عود ليس بالرقيق ولا بالغليظ يقسم سطح القدح الدائري إلى نصفين، يثبت فيأخذ بعد ذلك عود طويل نسبيا فيثبت عند أحد رأسي العود السابق بشكل يجعله شاقوليا او مائلا قليلا على العود الآخر وتثقب فيه ـ أي العود الطويل ـ ثقوب تزيد في بعض الأحيان على اثني عشر ثقبا فتدخل فيها مسامير صغيرة، وتشد الأوتار المثبتة في العود الأول لتكون أطرافها الأخرى مثبتة في تلك المسامير وذلك لتستطيع العازفة أن تشدهاـ والعكس ـ متى شاءت بمجرد أن تحرك تلك المسامير بشكل لولبي تبعا لما يتطلبه التحول وهو (التبرام) من مقام موسيقي إلى آخر.
وأوتار هذه الآلة تتخذ من زغب أذناب الخيل في القديم وأصبحت الآن تتخذ من مادة ابلاسيتيكية وأخرى حديدية في بعض الأحيان.
ولتزويق هذه الآلة تتخذ النساء الحناء وغيرها من الأصباغ لزخرفة الأدمة البيضاء على ظاهر القدح الآنف الذكر الذي هو قاعدة "الآردين"، كما تتخذ الحلق الصغيرة من حديد فتثبت في دوائر على سطح قاعدة الآردين حيث تصدر أصواتا عند ضرب العازفة للأوتار والطبل الذي قد يتخذ كذلك لإصدار إيقاعات موزونة إذا لم يوجد طبل مستقل لذلك.
*- هذه _أي التيدينيت وآردين_ هي الآلات الموسيقية الأصلية في الفن الحساني القديم، وقد توجد آلات أخرى قديما لاكنها في الوسط الموسيقي ليست بالمعتمدة في العزف فهي تختص بأناس يعزفون عليها في الأرياف وعند الرعاة مثل :
ــ "النيفاره":التي تتخذ من عصا على طول المتر تقريبا مجوفة إلى نصفها وبها ثقوب ، فيمسكها النافخ وينفخ فيها فتصدر أصواتا يتحكم فيها بوضع أصابعه على الثقوب ،ولم تعد هذه الآلة موجودة إلا في بعض الأرياف وعند بعض الرعاة وكذلك وجدت في القديم آلات أخرى مثلا :داغمبه أو داغم.
*- وتعتبر آلة الطبل العادي أيضامن الآلات الحاضرة والضرورية في المجلس الموسيقي الحساني.
كما أدخلت في العصر الحديث آلات أخرى وجدت لنفسها مكانا مهما في الموسيقى الموريتانية كآلة:
"الكيتار" :التي أدخلت قبل نصف قرن تقريبا من الآن وهي نوعان:
- الكيتارالعادي: يصدر الصوت الجهير بمجرد ضرب أوتاره وهو الأول من حيث الوجود في موريتانيا وهيئته لا تختلف كثيرا عن هيئة الكيتار الكهربائي وأوتاره من مادة ابلاستيكية.
- الكيتار الكهربائي: وهو الذي يصدر أصواته عن طريق ربطه بمكبر صوت كهربائي، ولا يختلف عن السابق إلا بخاصيته الكهربائية وأوتاره التي تتخذ من مادة حديدية في الأصل وابلاستيكيية أحيانا، وهما:- أي الكيتاران - من تصنيف "جامع آنكاره".
- الأورغ: وهي الآلة المستحدثة في هذا اللون الموسيقي الحساني فلم تك موجودة إلى عهد قريب ولكنها أصبحت تتغلغل داخل الموسيقى الموريتانية فبرزت أياد موسيقية بارعة في العزف عليها، وتجد مكانا مناسبا خاصة في المناسبات الصاخبة وغيرها أحيانا.
*- كل هذه الآلات الآنفة الذكر تخضع للسلم الموسيقي المعروف كما أنه أيضا في الموسيقى الموريتانية هناك مصطلحات معروفة على غرار كل فن آخر، وسنورد بعضا منها متعارفا عليه شارحين نظريا ما يقبل الشرح أما مالم نشرحه فذلك لصعوبة شرحه نظريا أوحتى استحالة ذلك وهي: النجره، الكرصة، النفظة، البرم، الخرطة، الزمدة، اتكرديمه... إلخ
- البرم: وهو العزف المتواصل على الوتر بشكل مستمر لوقت أطول من العادي.وقد يطلق أيضاعلى مقابل ذلك في الأصوات المغنية وجمعه"أبرام".
- الخرطة: وهي الأخذ بالوتر المعزوف عليه من الأعلى والضغط عليه بشكل مستمر مع حركة بطيئة للأصبع الضاغط نحو الأسفل حيث يوجد عزف مستمر خفيف الضغط على نفس الوتر بإصبع اليد الأخرى.
- أزوان: وهو المصطلح العام الذي يطلق على الموسيقى الموريتانية.
- آمنكري: وهو الصوت الأولي الذي يصدر عن الأوتار الطويلة المسماة بالأمهار، وقد اصطلح أيضا للترجيع العالي في صوت المغني. وإذا ارتفع هذ الصوت يسمى"لعبار".
وقد كان الغناء قبل سدوم ول انجرتو وطبقته على الطريقة البيضاء ــ أسلوب العرب ــ فخلطوا به من نغمات السودان وألحانهم ونظموه كما هو اليوم".






الموسيقى الحسانية (أزوان): "التأريخ والواقع"
ليس من السهل التأريخ للموسيقى الموريتانية وذلك لعدة أسباب وعراقيل ترتسم أمام الباحث في هذا المجال التراثي الحساني، فقد اختلف المؤرخون في ذلك لشح المراجع والتدوين ،ولكنهم يعتمدون على ما بقي من الأسر الموسيقية العريقة التي ورثت الفن عن آباء وأجداد في كل ذلك بشكل شفوي وتطبيقي.
وقد توصلت كل تلك الدراسات إلى أن ظهور هذا الفن كان مع دخول المرابطين للمنطقة وترسخت مع مجيء بني حسان بعد ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي حيث قامت إمارات ظهر فيها من يزاولون هذا الفن ويسمون عندهم ب "إيكاون" بكاف معقودة ، ومن هذه الإمارات التي ازدهر في زمنها فن العزف والغناء إمارة أولاد أمبارك في منطقة الحوضين، وقد كان الفن الموسيقي أحد ركائزها الأساسية، فيتخذ الأمراء المغنين جلساء لهم ووسيلة إعلامية لهم في الحروب وإرساء مجد القبيلة والإمارة، فكان لتلك الإمارة الفضل الأول في إرساء دعائم هذ الفن وتطويره على الذائقة الشعبية وأغلب "الأشوار"والمعزوفات ظهرت في ذلك الزمن.
ولقد ارتبط فن الغناء عندهم بالشعر الملحون أو مايسمونه: (لغن)الذي ظل المادة الأساسية الملحنة والمغنى بها بالأساس إلى يومنا هذ،
وبعدأن نضج هذا الفن وارتسمت أسسه في منطقة الحوضين الشرقية انتقل إلى منطقة الوسط(تكانت) و"اركيبة" (لعصابه حاليا) حيث نضج أكثر ووصل مرحلة الإبداع ليصل في حركته إلى ما يسمى مصطلحا ب("الكبله" :المنطقة الجنوبية) وهناك امتدت جذوره وظهرت أسر فنية راقية جعلت منه فن مجتمع بأكمله ودولة.
ويتميز هذ الفن(أزوان) الحساني عن غيره من الفنون بكونه حكرا على شريحة معينة وهي (إيكاون)عن غيرهم.
لقد عرفت أسر كبرى زاولت الفن ودرسته وأبدعت فيه قديما كأسر(أهل انجرتو سدوم مثلا و أهل اباشه، اسماعيل مثلا وأهل سلماغة وغيرهم...إلخ ) وارتبط في تلك الآونة بالأمير وكبار الإمارة من أعيان، فالفنان يمثل عندهم الدور الإعلامي لصالح هؤلاء يشيد بمكارمهم ويعبئ لحروبهم ويشغل مجالسهم بمعزوفات ليجزلوه العطاء، وقد ظل الفن على تلك الحالة لكل إمارة فنانوها من شريحة معينة حتى بعد تفكك تلك الإمارات ،ولا يمتلك الفنان من آلات العزف إلا الآلات التقليدية( التيدنيت) أما الفنانة المرأة فهي تعزف على آلة ( آردين التقليدية) التي تختص بها عن الرجل، وقد ساهم هذا الفن حينها وإلى وقتنا هذا في الكثير من إثراء الساحة الثقافية بتاريخ الأمير والإمارات ومناقب الأعيان لارتباطه بهم عن طريق التسميات التي تطلق في غالب الأحيان على ( أشوار التيدينيت ) وهي معزوفات موزونة أو لا موزونة عزفها الفنان (إيكيو) للأمير أو غيره من أعيان القبائل، كما أن الأشعار المصاحبة لتلك المعزوفات تكشف عن تاريخ وحضارة سامقة شهدتها تلك العصور
ولايجدر بنا في هذا المقام إلا أن نذكر بعضا من واقعها الحي الذي اتسم بشيء من الإنفتاح ومحاولة التجديد، فظهرت أسر تزاول الفن ومغنون لاينحدرون في الأصل من أسر فنية وأبدعوا فيها وأجادوا في ذلك على المستويين:الداخلي والخارجي، نذكر من ذلك مثلا (أسرة أهل أحمد لوله سيد محمد مثلا)ومن الفنانات المنحدرات أصلا من وسط غير موسيقي: (كمبان منت اعلي اوركان) وغيرها من فنانات وفنانين أجادوا في فن العزف والغناء ولم تكن لهم أصول فيه ليكسروا جزء من حاجز لطالما ظل مرتسما أمام الكثيرين ممن يمتلكون موهبة الغناء والصوت الشجي، وقد كثر هؤلاء بشكل مطرد في العقدين الأخيرين.
أما عن الإبداع المطلوب على مستوى هذا الفن فيعترضه الكثير من التحفظ لدى بعض من كبار الموسيقيين الموريتانيين، فهم يعتبرون هذ اللون الموسيقي يتميز عن غيره بخاصية الشمولية والاتساع إذ لا يمكن الحديث عن الإبداع إلا بعد الكشف التام عن خبايا الفن، ويتعصبون أكثر لهذه الفكرة فيتهمون من يطلقون على أنفسهم "مبدعون"ــ في الموسيقى الموريتانية الحسانية ويحاولون ذلك ــ بالسذاجة والعجز عن فهم الموروث الموسيقي الغني.
وممن عمل على تطوير الموسيقى الموريتانية وقال بضرورة ذلك : الفنانة العريقة المبدعة: الشيخة البرلمانية :"المعلومة منت الميداح" التي أنتجت الكثير من الأغاني المبدوع فيها تجاوب معها الكثير من الناس وخاصة شريحة الشباب التي تنفر من كل ما هو عتيق لتلحق بالجديد مهما كان، ولكن الفنانة "المعلومة" في ذلك كله لم تخرج عن طابع السلم الترتيبي الحساني القديم مع الالتزام بالمقامات وماتقتضيه، وقد شاركت في الكثير من المهرجانات الدولية واللقاءات الموسيقية ونالت بذلك جوائز جزيلة على الأداء الجميل.
كما أنه أيضا من جيل السبعينات ظهرت هنالك توجهات جديدة في نفس المنحى قادتها وجوه موسيقية منها من نجح في توجهاته وأدائه مثال :"محجوبه بنت الميداح" رحمها الله،و:"الحضرامي بن الميداح، و:"بتي بنت الشويخ" والفنانة المقتدرة :"ديمي بنت آبه"،
وغير هؤلاء ممن نالوا جوائز وطنية ودولية في جودة الأداء ورقيه،وحازوا استحسان العلماء في هذا المجال.
وفي العصر الحالي برزت وجوه شابة تجنح في توجهاتها إلى الكثير من محاولات الإبداع والتطوير للموسيقى والتعريف بكامنها عالميا، ويعد الموسيقار الكبير والملحن :"عرفات بن الميداح" من أبرز تلك الوجوه التي لمست ذوق الطبقات الشبابية، ولقيت معزوفاته وتلاحينه رواجا واسعا حتى لدى الموسيقيين أنفسهم.
ومن هذه الطبقة أيضا الفنانة الشابة :"منى منت دندني" التي نالت إعجاب الكثيرين من رواد الموسيقى في الداخل والخارج من خلال مشاركاتها التي تميزت في كل من تونس ومصر وغيرهما، ولا نستطيع أن نستوفي تعداد هؤلاء ممن أجادوا في فن التطوير في الموسيقى الحسانية وحازوا المراتب العليا فيه، وبالتالي سنكتفي بذالك القدر منهم.
كما أنه أيضا ومحاولة لنفض الغبار عن هذا الفن نُظِمت مسابقات وطنية كبرى في هذا المجال ظهر فيها شباب يتمسك بالأصالة في الفن مع روح الإبداع والقدرة عليه، كما هو الحال في المسابقة الكبرى والأولى من نوعها في البلاد :"النغمة الذهبية" التي حصلت على لقبها في النسخة الأولى:2010 الفنانة الشابة :"كرمي منت سيداتي ول آبه ".
أما عن العوائق الفعلية التي مازالت تعترض طريق هذا الفن نحو التطوير والإبداع المطلوبين في عصر يفرض متطلباته على كل الفنون لتسير بالسرعة والتسارع المطلوبين أو لتبقى في الحضيض الذي قد لا تكون تستحقه، فسنورد بعضا من المسوغات التي تجعل هذا الفن يتخلف عن غيره في تلك البلاد وفي غيرها، وتنحصر أساسا في النقطتين الأخيرتين :
*- غياب التمويلات والإستثمارات في هذا المجال من طرف رجال الأعمال والمعنيين وهو عائق يرتسم أمام تطور هذا الفن وظهوره على العالم، فالفنان في إنتاجاته الموسيقية لا يعتمد إلا على ما تدره عليه وظيفته في المجتمع وهي إنعاش الحفلات الاجتماعية والسياسية وغيرها.
*- كذلك غياب المحطات الإعلامية والمدارس العصرية والشهادات الدراسية في هذا المجال أمر يجعل الفنان الموريتاني وإن قويت موهبته فإنه لا يتمتع بدليل قانوني من مدرسة تسلك منهجا بيداغوجيا في المسألة، هذا إذا استثنينا بعضا من المحاولات التي تتمثل في معاهد أومدارس صغيرة بدأت في الظهور وبشكل خافت في السنوات الأخيرة تفتقر إلى الدعم.



خاتمة
هذه ورقة تنظيرية موجزة في مجال الموسيقى الحسانية الموريتانية التي طالما استهوت الكثير من الباحثين لوفرة المكامن وتنوع المضامين، ولكنها على الرغم من ذلك كله ظلت مطمورة عن العالم الآخر في شكل بيداغوجي ومنهجي على غرار الموسيقى العالمية، أما على مستوى الأداء الفني فقد ظلت إبداعاتها مستمرة مع كوكبة من الفنانين المبدعين جعلوا منها تراثا عريقا بين مجتمع البيظان ليكون بذلك قد اكتفى ذاتيا بما لديه من موروث موسيقى، ولا يفوتني في هذا المقام إلا أن أتوجه إلى المتخصصين في هذا المجال من كل الأعمار والأقطار أن يلتفتوا قليلا إلى ما فاتهم من عوالم موسيقية وإبداعات تأسر القلوب ستضيع أدراج الريح إذا لم تدون بلغة ومنهج قويم يسمح بتناقلها عبر الأجيال.



والله ولي التوفيق.


المراجع:

ـ المختار ولد حامدن/ حياة موريتانيا: الجزء الثقافي،
ـ جابريل فرال/ دف الرمال.
ـ لقاءات مع بعض الفنانين الموريتانيين :محمد ولد بوبه جدو، سيدي ولد دندني

مقال للباحث:

محمد فال ولد سيدنا

البريد الإلكتروني: 
mohamedvall11@yahoo.fr

الأحد، 25 مارس 2012

إلى الدكتور حماه الله ولد السالم البلاد بخير وأهل نواذيبو رأس السير ودار ابن لقمان للغير /الدكتور محمد عالي ولد سيدي محمد(حق الرد)




JPG - 12.5 كيلوبايت
الدكتور محمد عالي ولد سيدي محمد
أريد في البداية أن أنبه من ساقه الفراغ إلى قراءة مقال سب وشتم ساكنة نواذيبو والذي عنونه كاتبه حماه الله ولد السالم:" دار ابن لقمان على حالها ..قبل خطاب (نواذيبو) وبعده " أن للبيت ربا يحميه.
وأقول لك ياحماه الله بعض ما قاله بن مطروح عن أسر لويس التاسع ملك فرنسا بعد معركة شرسة قرب المنصورة وقت الحملة الصليبية السابعة:
وفـقـك الله لأمـثالــها = لـعل عيسى منكم يـستريح
إن كان باباكم بذا راضـيا = فرب غش قد أتى من نصيح
وقل لهم أن أضمروا عودة = لأخذ ثأر أو لقصد صحيـح
دار بـن لقمان على حالها = والقيد باق والطواشى صبيح
( باباكم = بابا الكاتوليك الذي يروج للحملات الصليبية ، دار ابن لقمان = البيت الذي سُجن فيه ملك فرنسا لويس التاسع قرب المنصورة ، الطواشى صبيح = الحارس على لويس فى سجنه).
أتدري من تخاطب يا حماه الله؟
أتدري من هم الذين تصفهم بالكلاب وبالذئاب وتُصدر حكمك عليهم بأنهم كلاب وليسوا ذئابا رغم اعترافك أن لديهم نزعة ذئبية؟
أتدري ماذا كتبت؟
أتدري من تهدد بالسجن وبالقيد؟
من الذي تُخوفُه بالطواشي صبيح؟ ومن يُخيفه الطواشي صبيح؟
ما كنتُ أعرف أنك تشرب الخمر...
وماظننتُك تتناول المخدرات...
لن ُأعرف هنا بساكنة نواذيبو ، فكلب حماه الله وذئبه يعرفان من هم ساكنة نواذيبو والتاريخ يعرفهم والبلاد والعباد تعرفهم، وتعرفهم كذلك الذئاب والكلاب.ح
أما من تُهدده بالأسر والسجن فأمامك الواد يامُشَمر كِسائه كما يُقال...
درس في التاريخ:
كتب الدكتور المؤرخ والأستاذ حماه الله ولد السالم :
"اسم مدينة (نواذيبو) تعريب لتسمية بربرية (اخف تيگگت) معناها: رأس الكلب! أكرم الله أهلنا في مدينة الحوت. وقطعا هناك في الترجمة خطأ مقصودا جعل من الكلب ذئبا!"
لا يسعني إلا أن أسأل الدكتور المؤرخ عن دليله في صحة هذه المقولة التي ربما درّسها في الجامعة أو نوى ذلك ولا يفوتني هنا أن ألاحظ استنباطه (بعد اكتشافه التاريخي هذا!) الذي أَرجعَ به الذئبَ كلبا.
من حِكم الصين:
ويتابع الدكتور المؤرخ :
"تقول الحكمة الصينية أن لكل سنة بعينها حيوانا مخصوصا، فهذه سنة التنين وتلك سنة النمر، وهذه سنة السرحان وهكذا... أهل مدينة نواذيبو (رأس الكلب) قوم كرام كباقي أهل بلدنا الطيبين، لكنهم ليسو بمنأى عن ظلال تلك الحكمة الفلكية الصينية الغريبة."
أين الكرم في قوم هم رأس الكلب؟ نعم أهل نواذيبو رأس كل شيئ ورأس كل فضيلة وإن كانوا أو صاروا كما كتبت رأس الكلب فالكلب الذي هم رأسه ليس مع الكلاب ينبح ولكنه على الأسود ساد ويسود. ولا غرابة...
رحم الله الإمام مالك
ويواصل الدكتور المؤرخ :
"لم يُعرف أهل نواذيبو بتربية الكلاب، لأنهم مسلمون على مذهب مالك شديد الكراهية للكلاب وما يتصل بها، رغم أن أهل المدينة يقفون على الشاطئ المقابل للجزر الاسبانية وأهلها شديدو الاختلاط بتلك الحيوانات الأليفة."
ويحك ياحماه الله. أهل نواذيبو عُرفوا بالجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن والتاريخ حفيل بذلك والمعالم شاهدة به. وعُرفوا بالجود والكرم وحسن الضيافة ومكارم الأخلاق.
َأتتطاول ياحماه الله على أبناء أمة كاملة يندر أن يوجد فيها فرد إلا وله جد قُتل مقبلا غير مدبر في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن وتصفهم بالكلاب بكل بساطة وبهذه السهولة؟! لقد جئت شيئا إمرا!
ما كفاه سب الأحياء فشتم الأموات
ويكتب الدكتور المؤرخ:
"لا ندري أين دُفنت جثة ذلك الكلب المشؤوم، لكن رأسه بقي علَمًا على تلك المدينة الكريمة، ما يدل على أن في الأمر سرا وحكمة، قد تكون نزعة كلْبيّةً تسْري في الأرض والشاطئ والحيتان."
حتى أن الأموات لم يسلموا من سب وشتم حماه الله الذي لا تحتاج عباراته ولغته إلى فك رموزها فهي بادية للعيان وغاية في الوضوح.
ما كفاك سب الأموات فشتمت الأحياء والأرض والشاطئ والحيتان!
من المنافق؟
ويستمر الدكتور الباحث يكتب :
"على سكان نواذيبو أن يبحثوا عن رأس الكلب المشؤوم الذي جعل كل سنواتهم كلْبيّةً، تفيض وفاء ورضا وقناعة، في ظل كل الحاكمين والحكومات."
كان على الدكتور المؤرخ وهو يزعم أنه باحث أن يتولى مهمة البحث عن رأس الكلب المشؤوم ولكنه أختار أن يصف أهل نواذيبو بالنفاق. مَا فَمْ أعْظامْ كما يقال بالحسانية.
إن تاريخك وعلمك ليسا لك إلا كما قال الشاعر الحساني ( ِريشْ انْمَلْ مَنْ مُوجِيبَاتْ اشْقابُ) وأما ما نعت به أهل نواذيبو فكما يقول نفس الشاعر (لحْمْ اسْبَعْ تاكُلوهُ الذئابُ).
اعتراف صارخ:
ويعترف الدكتور المؤرخ :
"وهذه سطور ليست من قبيل تشْقيق الكلام ولا البراعة في صناعة الترسل، أحرى أن تكون من قبيل المقالات الرصينة التي يدبجها أرباب القلم المحترفون.
إنها نوع من تلك الخواطر التي تتسلل خلسة إلى أولئك المغرمين بالجلوس على الكثبان الصفراء وتأمل الغروب وسماع الأصوات الفطرية، ما يشي بأن في نفوسهم نزعة ذئْبيّة حقيقية متوحشة متمردة مناقضة تماما للنزعة الكلْبيّة."
هنا يعترف الدكتور المؤرخ وهو من أرباب القلم المحترفين ومن المغرمين بالجلوس على الكثبان الصفراء وتأمل الغروب وسماع الأصوات الفطرية بالحقيقة : في نفس حماه الله نزعة ذئْبيّة حقيقية متوحشة متمردة مناقضة تماما للنزعة الكلْبيّة.عن أية موريتانيا تتحدث ياحماه الله؟
ويكتب الدكتور المؤرخ :
"في موريتانيا لم يتغير شيء كبير، فالنخبة السياسية ما تزال تنتج الخُطب ذاتها، مع بهارات وتوابل حرّيفة من السباب والشتائم المقذعة، وحتى البليدة أحيانا، تتطاير من كل الأشداق في كل الاتجاهات وعلى مرأى ومسمع من الشاهد والغائب."هنا يصف حماه الله نفسه وصف العارف للموصوف ويجحد أن موريتانيا تغيرت إلى الأحسن.
هيف وأديانها:
ويختم الدكتور المؤرخ سبه وشتمه :
"إنها فعلا بداية المسارات القلقة، والأكثر خطورة من ذي قبل، قد تؤول إلى انسداد قاتل، أو دورة من الصراعات العنيفة أو المبتذلة، على نحو ما ظلت تعرفه هذه البلاد، بنخبها المدنية والعسكرية وبنزعاتها الكلْبية والذئْبية، وعادتْ هيْفُ إلى أدْيانِها والله وارث الأرض ومن عليها."
أبشرك ياحماه الله أن البلاد بخير وأن أهل نواذيبو على رأس الدرب تسير.
وما عليك إلا أن تُعد ما استطعتَ من عدة ومن رباط الخيل سبًّا وشتمًا فلن تُرهب به لا كلبًا ولا ذئبًا ولا...سبعًا. والواعَرْ افْذاكْ ألا طُولُ.وبذاك تبقى هيف على أديانها....
وأخيرا فمهرجان نوذايبو وخطابه كان لهما ما قبلهما وسيكون لهما بإذن الله تعالى ما بعدهما.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

دار ابن لقمان على حالها ..قبل خطاب (نواذيبو) وبعده /بقلم د. حماه الله السالم


 


اسم مدينة (نواذيبو) تعريب لتسمية بربرية (اخف تيگگت) معناها: رأس الكلب! أكرم الله أهلنا في مدينة الحوت. وقطعا هناك في الترجمة خطأ مقصودا جعل من الكلب ذئبا! تقول الحكمة الصينية أن لكل سنة بعينها حيوانا مخصوصا، فهذه سنة التنين وتلك سنة النمر، وهذه سنة السرحان وهكذا...
أهل مدينة نواذيبو (رأس الكلب) قوم كرام كباقي أهل بلدنا الطيبين، لكنهم ليسو بمنأى عن ظلال تلك الحكمة الفلكية الصينية الغريبة.
لم يُعرف أهل نواذيبو بتربية الكلاب، لأنهم مسلمون على مذهب مالك شديد الكراهية للكلاب وما يتصل بها، رغم أن أهل المدينة يقفون على الشاطئ المقابل للجزر الاسبانية وأهلها شديدو الاختلاط بتلك الحيوانات الأليفة.
لا ندري أين دُفنت جثة ذلك الكلب المشؤوم، لكن رأسه بقي علَمًا على تلك المدينة الكريمة، ما يدل على أن في الأمر سرا وحكمة، قد تكون نزعة كلْبيّةً تسْري في الأرض والشاطئ والحيتان.
على سكان نواذيبو أن يبحثوا عن رأس الكلب المشؤوم الذي جعل كل سنواتهم كلْبيّةً، تفيض وفاء ورضا وقناعة، في ظل كل الحاكمين والحكومات.
وهذه سطور ليست من قبيل تشْقيق الكلام ولا البراعة في صناعة الترسل، أحرى أن تكون من قبيل المقالات الرصينة التي يدبجها أرباب القلم المحترفون.
إنها نوع من تلك الخواطر التي تتسلل خلسة إلى أولئك المغرمين بالجلوس على الكثبان الصفراء وتأمل الغروب وسماع الأصوات الفطرية، ما يشي بأن في نفوسهم نزعة ذئْبيّة حقيقية متوحشة متمردة مناقضة تماما للنزعة الكلْبيّة.
الأمن فوق الجميع
لم يعد سرا أن الأمن بمؤسساته (الاستخبارات المختلفة وأجهزة الأمن العام)، ومنطقه التقليدي (السيطرة والضبط والتحكم)، هو أساس كل ما يجري في هذه البلاد منذ عقود متطاولة.
فالرؤية الأمنية هي التي تحكم التعليم والثقافة والصحة والتربية والمعادن و"الحوت" والزراعة والألبان والطرق والإدارة والإعلام وحتى بطاقات التزويد المشؤومة!
وهذا هو جوهر المسألة الوطنية، التي لم تعد تخفي حقائقها على غير المغفلين الذين يستمرون في معارضة الأطر والصوى الفارغة أو الدفاع عنها وبحماس من دون دوافع حقيقية.
لقد دخل النظام الموريتاني الراهن، مرحلة متقدمة من الانسجام مع ذاته ومع الواقع الافتراضي الذي يتحكم فيه.
الدولة الموريتانية، قياسا بنظيراتها، ليست ضعيفة، وهي تدبر رواتب موظفيها جيدا، وتسير إدارتها بالرتابة ذاتها في مختلف دول العالم، مختلف مشاكلها وأعمالها وتنجز وتعمل وتفسد وتصلح، إلى غيرها من الأمور المندرجة في باب الأجزاء والتفاصيل منها تحت عنوان الفعل الكلي والشمولي.
لكن ذلك لا يُرضي أحدا، إلا إذا كان من المنخرطين في اليومي والمبتذل، وهو بحر واسع وعميق غرق فيه الكثيرون أو كادوا.
قديما قيل إن موريتانيا بلد المتناقضات، وهو قول صحيح، لكن من يرددونه، يفعلون ذلك لجعل عقولهم تستريح من تعب البحث في سر لم يدركوه.
لا يريد أي حاكم، مهما حسنت نيّاته، أن يُراجع فيما يفعل، وبالقطع لن يقبل نقدا ولو بنّاء، حتى ولو أعلن ذلك على الملأ، لأن نظام السلطة ـ الدولة يرفض ذلك، ولن يقبل وجود سلطة للعقل ولا للتفكير ولا للذوق خارج ما يُصنع منها ويُوجه وفقا لمنطق الأمن آنف الذكر.
تنبع تلك السياسات من النظرة التحقيرية للمجتمع، باعتباره غير راشد، ولا يمكن السماح للمتعلمين فيه بالتفكير والإبداع خارج الأطر الرسمية "الحقيقية"، حيث دوائر الاستخبارات وهيئات الأمن والمباحث.
وليس سرا أن السلطة ـ الدولة تنتقي من تتوسم فيهم ذكاء ونباهة من شباب البلاد للعمل في الدوائر الخاصة، وهي بهم أولى من مجتمعهم الذي يعيش خارج الزمان والمكان، ولا يَعْرف غير ما يُراد له أن يعرفه، ثم يُتحدّث بعد ذلك عن عقبات تمنع النماء والسلوك القويم ويصب جامّ الغضب على أولئك المساكين الذين تُجرب فيهم كل الوصفات ويمنعون من كل ما قد يؤول بهم إلى الآدمية كباقي بني الإنسان، والأدهى والأمر أن يكون ذلك المسعى المشؤوم هو في مصلحتهم وفقا لمنطق الأمن ذاته: عليكم تغيير عقلياتكم؟ ولو تمهّد لدى الناس جواب لكان: وأين هي العقول التي تركتموها لنا كي نفكر بها أو لنغير منها!
في موريتانيا لم يتغير شيء كبير، فالنخبة السياسية ما تزال تنتج الخُطب ذاتها، مع بهارات وتوابل حرّيفة من السباب والشتائم المقذعة، وحتى البليدة أحيانا، تتطاير من كل الأشداق في كل الاتجاهات وعلى مرأى ومسمع من الشاهد والغائب.
الرئيس الحالي شرعي لأنه منتخب من الناس، لكنه ينسى أن ذلك كان بقبول من مُعارضيه، فيصفهم باللاشرعيين واللاوطنيين أو شيئا يشبه تلك الأوصاف، متناسيا أن منطق الشرعية والمشروعية والشرعنة، في الاجتماع السياسي وما يتأسس عليه من حكم وقانون، مترابط وعام يطال الحاكم ومن يحكمهم ومن حكّموهم وتحكموا فيهم.
والمعارضون يطالبون برحيل رئيس هم من انتخبوه لا غيرهم، وهم من قبل انقلابه على سلطة شرعية وصفوها بكل النعوت.
فريق من المعارضين خبَر دروب المكر والفساد والفسق السياسي، وهو معارض وموافق، في آن، لكن قصارى جهده أن ينال مالا أو رتبة تكسبه جاها بين الناس، لأنه أشرب ذلك في قلبه.
وفريق آخر حلت عليه لعنة الحاكمين، لأنه لم يسرق مالا ولم ينل مغنما، لكنه لسوء حظه يريد السلطة، أو قطّه من عذابها، وهي لقوم مخصوصين وفي باب مخصوص.
وآخرون من دون هؤلاء غلبت عليهم الحيرة، فهم يريدون خيرا ويخشون غائلة الرفض وغوائل الموالاة، سكارى وما هم بسكارى..لكنهم يسيرون مع الجموع، وخلالها يوجد قوم يريدون كسب الوقت لأن لهم أجندات خاصة إلى الوقت المعلوم. أما المتابعون لما يجري، من بعيد، فقلوبهم واجفة خشية أن يُدانوا بما لم يفعلوا، إن أنكروا منكرا أو بيّنوا معروفا، وهم في نهاية المطاف محل شك الحاكمين وشكوك المعارضين.
الفاسدون كثر ومعروفون، لكنهم مواطنون، والحكَم بينهم والحاكمين، هو القانون الحاكم على الجميع، لكن الكل ساخط، وقد يرضى في أية لحظة إن نال نصيبا أو نصابا.
للحاكم أن يولّي من يشاء أي خطة يشاء، وله أن يدبر سلطانه وفقا للمنطق الذي يريد، لكن الأمور بخواتمها، والسياسات تقاس بنتائجها، أفعالا لا أقوالا.
لكن هيبة الدولة تتآكل حين تطل على الناس وجوه أغلبها غير مقنع، لا كفاءة ولا تدبيرا ولا حتى هيئة.
ولذلك فالوزراء ورؤساء الهيئات الكبرى، سعاة وحملة بريد وقد يتطوعون بحمل بريد شفوي يجمعونه خلسة مما تجود به عليهم ألسنة الزائرين والمترددين حتى صار بعضهم من ذوي الهيئات الذين قد تُقال عثراتهم في غير الحدود، عينا وأذنا للحاكم وليس وزيرا يدبر ويدير، وهو حال أمثاله من طاقم يوم الخميس كل حسب جهده وجده وحظه وكده و"شدّه وعدّه".
إن الأرقام لا تعني شيئا، ولا أحد يعبأ بها ولو كانت حقا، لان الجميع سئم الوعود والكلام والخطب والمواعظ والأماني، ولم يعد مقتنعا بغير حقيقة واحدة أن الموريتانيين جميعا، عربا وزنوجا، وفاسدين ومفسدين وعقلاء ومجانين وجهلة ومتعلمين ومعارضين وموافقين، ونمامين ومنافقين، ومعتدلين ومتطرفين، يمكنهم أن يعيشوا بكرامة وفي بحبوحة من العيش وبجهد قليل، ومن دون خطب ولا تهديد ولا وعيد، ولا استخبارات تعد أنفاس الناس من حيث لا يعلمون وتتنصت عليهم وتصفهم بكل النعوت النبيلة والرذيلة، وتعِدُهم وتمنّيهم، وتدلّي حاكمهم بغرور.
ولم يعد ذلك الجمع من (أهل الخيام) معنيا لا قليلا ولا كثير، بأي خطط كبرى ولا صغرى ولا مواجهة للخطط والمؤامرات من القريب البعيد، فكل الشعوب تتمنى عيشا هنيئا وأمنا على الأعراض والدماء، وقليلا من الإزعاج والخطب وأيضا منع "موجات شركات الاتصال شديدة الخطورة على الصحة".
لو كفت السلطة عن منطق الإقصاء وسياسة التخويف والتخوين ومنهج الإذلال للمستقلين والمعارضين بحق، وحتى الموالين من أجل المصلحة العامة، لو فعلت قليلا من ذلك لتبين "خيط من كبّة" فيما تريده السلطة وتسعى إليه.
على من يريد أن يغير شيئا في هذه البلاد، أن يكف عن سياسة الترغيب والترهيب بلسان الحال والمقال، لأنها لم تنتج غير البؤس والخوف من المستقبل والخضوع والذل والمهانة والكذب والنميمة والدجل والرذيلة، ولا أخال حاكما عاقلا مسؤولا يود أن يقول الناس أنه يحكم رعية من الجبناء والبؤساء وأيضا من ذوي الأخلاق الرديئة.
ومادام الحاكم لم يقدم للناس مشروعا وطنيا، له منطقه ومبادئه ورؤيته الكلية وأهدافه ومراميه، فليس لمن لهم بقية حياء وتقوى، أن يسيروا في ركب الجولان والزيارات والتصفيق والتبرير الوقح لكل الأفعال والأقوال الرسمية في التلفزيون والإذاعة بخطب دينية وسياسية كما يفعل من كانوا يقومون بتلك الترهات في ظل حكام سابقين.
لقد تأكد أن صحيح النيات في عمل الحاكمين هو نفسه من كان لدى أسلافهم، لم يتغير غير الشكل وقد لا يكون تغير كثيرا. السلطة لمن يتولاها، وهي حظه وحقه، لكن منافع الدولة هي للناس جميعا، تجارا ومنمين ومزارعين ومدرسين وبطالين، معارضين وموافقين ومهمشين وراضين وساخطين ومستقلين ومنعزلين.. ينالونها وفقا لقواعد التنافس والحقوق والمعايير والضوابط المعلومة في زوايا المعمورة.
لا يعرف الحاكمون لهذه البلاد، أنهم في واد بينما يعيش رعيتهم في واد آخر، ويتعجبون وقد يزدادون غيظا، من ردود الفعل المتوالية، من العامة والخاصة، وفي الغالب من غير المعارضين، المنزعجة من طريقة تدبير الشأن العام، أو إذا شئنا الدقة، من نتائج ذلك التدبير، في وقت تعتقد ـ السلطة ـ الدولة أنها على صواب وأنها بذلت جهدا معتبرا في ذلك المسعى، وقد يكون حقيقيا لكنه غير كاف، لأسباب كثيرة.
الجميع يعمل بالسخرة للدولة وهذه في خدمة السلطة
الآية مقلوبة في هذه البلاد الطيبة، حيث في البلدان الأخرى المستقلة حديثا، تغيّر شيء ما في سلوك الإدارة تجاه الناس ومعاشهم وأعرافهم في القول والفعل، ولذلك تمهّد لزائر تلك البلدان قبس من النماء والعمران وحتى المزاج العصري.
أما في موريتانيا، فالأمور على حالها، وحتى إذا شرع حاكم في تغييرها، فسيكون الأمر شبيها بردْم يأجوج ومأجوج، حيث ما يفتحونه من السدّ يتركونه للغد فيجدونه قد عاد لحاله الأولى قويا صلبا، لأنهم يحاربون قوة المشيئة الربانية الغالبة وهي تمنعهم صرْف الحوْل والقوة إليها، وتلهمهم في ذات الوقت إرادة الخروج للوقت المعلوم.
في خطاب نواذيبو لم يرد تفسير لسبب تدهور التعليم، لأن جوهر المسألة الثقافية تعليما وتربية وهوية هو الفصل في اللغة الرسمية للدولة والمجتمع، وهو أمر من سخرية الأزمان، بعد أن مضى على الاستقلال نصف قرن أو يزيد، ولكن الخطاب لن يصرح بالمسكوت عنه وهو الخوف من اضطراب حبل الأمن وتدهور الأحوال، لأننا لسنا كسائر البلاد والعباد لنا لسان مخصوص وهوية بعينها، بل نحن أسرى هويات قلقة وفي طلاب هوية جامعة مانعة هي ملح الأرض والإنسان منذ ألف سنة لكنها هنا مُغيّبة ومخيفة ونحن بلد متعدد الأعراق والثقافات والألسن والخيارات وليس لنا إلا الصمت، أو ليس لغالبيتنا غير ذلك، أما القلة وهي من مجموع سكان البلد عربا وزنوجا فهي فوق القانون والتاريخ تفعل ما تشاء وتعلم كيف تشاء وتتعلم كما تريد وتدرس باللسان الذي يحلو لها وتسخر أيضا من الحاكم والمحكوم بالقول والفعل.
هل تغير سلوك الولاة والحكام ومن لف لفهم تجاه مشاكل سكان الدواخل وحرمة أموال الناس وحتى أعراضهم؟
وهل تبدلت صنوف التعاطي السياسي بين الإدارة والناس؟ أليس الثابت الوحيد في تلك العلاقة هو خلق العداء وتكريس الأحقاد ومنع التآخي تعقيد القضايا وتحقير هؤلاء وحصار أولئك؟
كرر الرئيس منجزاته غالبيتها حق لا مراء فيه، لأنه مجسد أمام الناس، وقديما قيل لا مكابرة في المحسوس: طرق، ومياه، وكهرباء، ومال عام كان شاة بفيفاء، وقد قيل حفظ الموجود أولى من طلب المفقود، وقد بالغ الرئيس في صون المال العام، حتى صار لديه وسواس تقصي طرق الصرف العادية من حاسوب في دار الرئاسة! وجاء رد العدوان وهو حق محفوظ لا مشاحة فيه، وقد تم تجاه المسلحين ومن حولهم، وبمبالغة عنيفة وحاسمة، لكن الحرب امتداد للسياسة، وهذه تدبير لأمر ما، ويحكم على السياسات بالنتائج وليس بالأقوال ولا الإجراءات وقد يكون في ما زال في الجعبة و"الجعبات" شيء!
الرئيس يعترف بانهيار التعليم، ويلقي باللائمة على من سبقوه، و لا يتنصل من إصلاح فاسد التعليم والتربية، لكن المسألة في نظره تطلب وقتا، وهو صواب لا خلاف عليه، لكن يعكره صفوه أن رجال التربية والتدريس يضعون أيديهم على قلوبهم الواجفة وهم يلمسون فعل الإصلاح شاخصا كالشمس في رابعة النهار: لا مكان لغير اللغات الأعجمية لأنها لغات التقانات والطب والحساب وأشياء أخرى، ويكادون يصعقون من هول ما رأوا من تقليص ممنهج للحرية الاكاديمية (يصدر بمرسوم.. يصدر بمرسوم...!)، ومن لامبالاة عجيبة ومبتذلة تجاه التربوي الجامعي والمعرفي، حيث لا حرمة للكفاءة ولا للأقدمية العلمية ولا للنشر لا في المناصب الأكاديمية ولا في المرتب العلمية ولا في الإدارات التربوية ولا في الهيئات المهنية. وهم أيضا يعجبون، وهو عجب في غير محله، من نظام يخشى الحرية الأكاديمية، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شأن المدرسين، حتى في الامتحانات والتدريس، ضبطا وربطا وليس، بالطبع ـ تطويرا ودعما، ثم لا يكتفي بذلك حتى يلغم المؤسسة الجامعية بكل القيود الرمزية والمادية التي تمنعها الوجود بله العطاء.
أي مستقل لهذا الشعب، وكل فرد من الناشئة، يرى كل يوم مشاهد بائسة تتغلغل في تلافيف مخه لتستقر في اللاشعور حيث القرار المكين للصور والمعاني التي لها سلطان شديد على النفس والبدن: جموع الناس تساق كالأنعام إلى كل زيارة رسمية، رغبا ورهبا، لتكرر خطب المديح والتزلف والكذب والنميمة، من أجل لحظات تنقضي وتذوب في الزحام، وخطب وسجالات فارغة تبث عبر الأثير لتكريس الجهالة والنميمة ولقتل كل ما هو منطقي وعقلي وسام ونبيل في نفوس الناس.
إن بلدا ينتفض الحاكمون فيه، قديما وحديثا، كلما سمعوا حقا أو حقيقة، أو دهمتهم خطوب لم يُحْكموا مواردها ولم يعرفوا أصولها، لقمين بأن يوصف بأنه داخل لا محالة في حقل المسارات القلقة، التي لا يمكن معرفة نهايتها ونتائجها.
لقد قرّرت السلطة الحالية تصفية المؤسسة الجامعية وتحرير (خوصصة) المنظومة التربوية نهائيا، علم ذلك من علمه وجهله من جهله، لحكمة يعلمها من يهمه الأمر، ولعلها تدخل تحت بند حق الدولة، لكنه قطعا حق يراد به باطل وسيؤول إلى كارثة محققة، تجعل العلْم جهالة والتربية انحلالا والمعرفة سخرية والثقافة لعبة، وحينها سيتردد من لهم مسْكة علم وخلق في التفاؤل والنظر إلى المستقبل بثقة واطمئنان.
الحاكمون يعتقدون أن الجامعة هي للتدريس فقط، ولذلك يجب قصْرها على من تحتاجهم شركات المعادن وهيئات الطب والمهن، أما الباقون من دارسي الفكر والآداب فهم عالة على الناس لا مكان لهم في سوق العمل، وهو حق نسلم به جدلا، لكن الجامعة الحديثة ليست للتدريس فقط بل إن وظيفتها الحقيقية أكبر من ذلك وأهم وهي بناء مساحة للتفكير والبحث وإنتاج قيم العقل والنقد والاستقلال في الرأي والغيرة على الصالح العام وتحمل المسؤولية وهي أمور مفقودة في بلد تعشعش فيه الجهالة ويتراجع فيه الوعي وتتآكل القيم الجماعية وتتقلص مساحة الكفاءة والغيرة على المصلحة العامة، ولم يُنتج منذ استقلاله مفكرا ولا عالما، باستثناء زمرة ولدتهم المحاضر في نهاية عمرها تماما كبوم مينرفا رمز الحكمة الذي لا يظهر إلا عند الغسق حين تغرب الحضارة ويكتمل وعي العقل الكلي بذاته حسب عبارة هيغل.
لو تُركت الجامعة وحالها، حتى وهي ضيّقة العطن، ليس بها إلا قلة من المدرسين الحالمين والمهوسين بالتفكير والسجال والبحث، وقلة من المتلقين، وفتحت في فرعا في كل ولاية أو إقليم، ومارست دورها في خلق فضاء النقد والتفكير المستقل واحترام قيم العقل والأمانة وحرمة العلم والمعارف، لأنتجت للبلاد والعباد ما لن تقدمه جيوش المهنيين، ولا الفنيين، ولا أموال الذهب والفضة وجميع المعادن النادرة. والأهم من ذلك والأولى لاستطاعت إخماد بؤر التوتر التي تهدد كيان المجتمع ولخففت من غلواء الكثير من التدهور المؤسسي والمجتمعي وبتكلفة زهيدة في الجهد والمال، لكن لا حياة لمن تنادي وتدعو. لست من أولئك الذين يعتقدون أن السلطة ـ الدولة في موريتانيا بليدة أو فارغة، بل هي عكس ذلك تماما، على الأقل في الخوف من العقل والمنطق والكلمة والرأي، وإن من وجهة أمنية ضيقة.
وليس التعليم والتربية والثقافة وحتى الحقل الديني، بمنأى عن الرصد والمتابعة والتضييق والتفكيك والإخضاع للتشييئ والطحن والعزل والعنف الرمزي والمادي. أما من يوصفون بالمتعلمين وهم يقدمون أنفسهم بأسماء أخرى: النخبة، الصفوة، الكوادر، .. فقد رضوا بأن يكونوا مع الخوالف من النمامين والجواسيس والمنافقين واللئام والكذبة قصارى ما يتشوفون إليه هو منصِب أو منصَب يُطبخون فيه أو يُقلوْن (من القلي) أو "يجمّرون"، المهم أن يخرجوا مختلفين عن غيرهم من المحرومين من الإنعام والقرب من ضياء الحاكم، حيث وهج السلطة وضوؤها وإن كان يخبو رويدا رويدا..
لكن ما لم يقله الرئيس ولم يقله قبله من قبله من الحاكمين، هو ما الذي يجعل أهل هذه البلاد مرغمين على أن يعيشوا بذلة وبؤس وجهالة، مهما تغيرت الوجوه والسحنات والخطب على كرسي الحكام، وكيفما كانت المعارضة تعرض وجوها ورفضا ومساومة لكنها رغم ضعفها وتفككها، تعطي للحالة السياسة "معنى" ما، هو في صالح النظام قبل المعارضينن الذين يبقون على وهج السياسة ولو مالوا على أنفسهم ولو قليلا، لوجد الصمت والفرغ من يملأه وبدون موعد.
لم يعد أحد، من الناس العاديين أمثالي، يقيم وزنا لكلام رسمي أو معارض، لأن دار ابن لقمان ما تزال على حالها والقيد باق في رقاب وقلوب الناس يشقون به صباحا ومساء.
عادت نغمة التزلف والنفاق والمساومة والتبرير
موارد الدولة، وهي ضيقة العطن، تخضع لميزان دقيق، مفقود في كل الأمور إلا في صرف العطايا والمناصب والإقطاعات، التي لن ينالها غير المصفقين والنمامين والمتنكرين لكل القيم.
فالنظام لا يقبل من أي كان أن يبقي على شيء من ماء الوجه، وإلا فلن يكون مواطنا بل شيئا كالأشياء القابلة للاستعمال والقياس والإهمال، ولذلك فالخطاب الرسمي ينزع عن الإنسان شرعية الوجود والفاعلية الآدمية.
ما يُخْشى منه أن تكون نهاية المطاف ماثلة في بلد يهجره الخاصة ويبقى فيه العامة خدما للشركات الأجنبية، تماما كما في أفلام هوليوود عن غزو العوالم وإنتاج المعادن والفلزات من المريخ، بجيوش من البشر المستضعفين والمنفيين ممن اتهموا بالجرائم أو تم نفيهم لرفض الذل والمهانة تحت سلطة الأجنبي!
إنها فعلا بداية المسارات القلقة، والأكثر خطورة من ذي قبل، قد تؤول إلى انسداد قاتل، أو دورة من الصراعات العنيفة أو المبتذلة، على نحو ما ظلت تعرفه هذه البلاد، بنخبها المدنية والعسكرية وبنزعاتها الكلْبية والذئْبية، وعادتْ هيْفُ إلى أدْيانِها والله وارث الأرض ومن عليها. ولله الأمر من قبل ومن بعد

الخميس، 22 مارس 2012

أسباب العقم عند الرجال




تمثل مشكله تاخر الانجاب او ما يطلق عليها بالعقم مصدرا متزايدا للتخوف خاصه بين حديثى الزواج ويجدر بالذكر ان تاخر الانجاب لايعنى بالضروره وجود العقم حيث ان تعريف العقم هو تاخر الانجاب مده لا تقل عن سنه بشرط حدوث الجماع بصوره منتظمه على الاقل ثلاث مرات فى الاسبوع مع عدم استخدام اى وسيله لمنع الحمل او استخدام واقى ذكرى اما ان حدث تاخر الانجاب فى غياب هذه الشروط فلا يعد عقما من وجهه النظر الطبيه وعلى الشريكان الانتظار...


ايضا العقم يختلف عن العقر فالعقم يمكن علاجه حيث يكون نتيجه مشكله مرضيه فى احد الشريكين قابله للعلاج اما العقر فهو غير قابل للعلاج ابدا نتيجه مثلا لعدم وجود رحم عند المرأه فهذا لايمكن علاجه او ضمور الخصيتين عند الرجل وهكذا
ترجه اسباب العقم فى 30% من الحالات للرجل منفردا وفى 30 % اخرى للمراه منفرده وفى 40 % لسبب فى الاثنان معا لذا فلا داعى للتسرع فى مواجهه الشريك ولومه بان التاخر فى الانجاب ذنبه قبل التحقق من الامر بدقه..

ولعلنا فى هذا العرض القصير سنركز على اسباب العقم عند الرجال لنستعرض اسباب العقم عند السيدات فى موضوع اخر بامر الله تعالى



اهم اسباب العقم عند الرجال:

1) حدوث انسداد فى الاوعيه الناقله للحيوانات المنويه

2) اصابات الخصيه

3) دوالى الخصيه
4) مشاكل فى الانتصاب وانزال المنى
5) تشوهات الحيونات المنويه
6) مشكلات وراثيه
7) مشكلات هرمونيه
8) عيوب وراثيه
9) امراض مزمنه او عقاقير تؤثر سلبا على عمليه انتاج حيوانات منويه سليمه

وسوف نستعرض بايجاز تفاصيل كل سبب فى السطور القادمه 1) انسداد الاوعيه الناقله للحيونات المنويه :

وقد يحدث هذا الانسداد نتيجه ( حدوث اصايه للوعاء الناقل خلف الخصيه اثناء ممارسه الرياضه او نتيجه لسقوط على حرف - عدوى السيلان والسل – او ازاله الوعاء الناقل عن طريق الجراحه بغرض تعقيم الرجل على غرار ربط الانابيب لتعقيم المراه – او غياب الاوعيه الناقله كعيب خلقى )
2) امراض واصابات الخصيتين :

- ارتطام الخصيتين والذى قد يحدث اثناء ممارسه الرياضات العنيفه او حادثيا او اثناء مشاجره قد يسبب تورمهما مما يعوق الامداد الدموى للخصيتين فيؤدى ذلك فى حاله عد العلاج الفورى الى حدوث تدمير دائم لانتاج الحيوانات المنويه
- ايضا قد تؤدى اصابه الخصيه الى دورانها حول محور الوعاء الناقل المرتبط بها فلنتخيل ان كره متصله باسلاك دارت حول محورها عده لفات مما ادى الى اختناق موكنات تلك الاسلاك بما فيها الامداد الدموى
- حمى النكاف وهى عدوى فيروسيه تصيب الاطفال فى الغده النكافيه خلف الفك ويوجد تطعيم واقى من هذه العدوى فى العهد الحالى قد تؤدى هذه العدوى الفيروسيه فى بعض الحالات الى مضاعفات منها التهاب الخصيتين مما قد يؤثر سلبا على انتاج الحيوانات المنويه فى المستقبل .
- واخيرا حدوث عيب خلقى بعدم نزول الخصيتين للكيس فى اواخر فتره حمل الام فى الجنين حيث ان الخصيه تتكون داخل تجويف البطن للجنين اولا ثم تهبط للكيس فى ااوخر فتره الحمل فى حاله حدوث فشل فى هذه العمليه وعدم اكتشافها مباشره بعد الولاده بواسطه فحص طبيب الاطفال
3 ) دوالى الخصيه :

ويعد هذا المرض وتاثيره على فعاليه انتاج الحيوانات المنويه موضع جدل واسع فى اوساط اطباء الخصوبه حيث وجد ان 15% من الرجال الاصحاء انجابيا مصابون بها ووجد ايضا ان 40% من الرجال المصابون بتاخر الانجاب ايضا مصابون بها
ويرجع تاثيرها فى الاساس لتعريض الخصيتين لدرجات حراره اعلى مما تتحمل وكذلك تعريض الخصيتين لكميه كبيره من السموم
4 ) مشاكل المعاشره الجنسيه :

كسرعه القذف والقذف المبكر وضعف الانتصاب وكلها مشاكل تؤثر بطريقه ثانويه على القدره الانجابيه لعد توصيل الحيوانات المنويه بطريقه سليمه
5 ) تشوهات الحيونات المنويه :

وجود اى عيب فى عدد او حركه او شكل او لزوجه الحيوانات المنويه والذى يمكن اكتشافه بسهوله بتحليل الحيوانات المنويه
كما توجد دراسات تقول ان الامتناع عن ازال الحيونات المنويه لمدد طويله قد يوثر على نشاطها بمعنى ان قله الجماع بين المتزوجين قد تؤثر على الحيوانات المنويه المخزنه وتقلل من خصوبتها دون التاثير على انتاجها اى ان التاثير السلبى على المخزنه فقط فى الحوصلات المنويه وبالتالى الجماع القليل يقلل من الخصوبه والمتكرر هكذا فالاعتدال فى هذا الامر مفيد للخصوبه.
6) مشكلات جينيه ووراثيه :

وجود مشكلات فى الجينات او الكروموسومات وهى حاملات الجينات قد يوثر سلبا على تكوين الخصيتين ومن الحالات المشهوره حاله كلاينفلتر ويوجد بها اضطراب فى الكروموسمات الجنسيه وحاله داون ويوجد بها ثلاثه كروموسومات من النوع 21 وهم فى الطبيعى اثنان ولكن هذه الحالات من السهل جد التعرف عليها لان اصحابها ذو صفات مميزه من الصعب عدم ملاحظتها
7) مشكلات هرمونيه :

نقص هرمون التيستوستيرون وكذلك زياده هرومن البرولاكتين ( هرمون اللبن ) او اضطراب هرمونات الغده النخاميه يقلل من خصوبه الرجل ومن الممكن اكتشاف هذه الاضطرابات الهرمونيه بتحليل الهرمونات لتحديد نسبتها فى الدم
8) امراض مزمنه تؤثر على الخصوبه :

بالطبع وجود اى مرض مزمن يؤثر سلبا هلى الجسم كله وبالتبعيه الخصوبه وهنا لن يسعنا المقام لذكرها جميعا ولكن سنلقى الضوء على اهمها ومنها ( السكر – ارتفاع ضغط الدم – التهاب الكبد المزمن – الفشل الكلوى – جلطات المخ والامراض السرطانيه ).

الاخطر من كل هذه الاسباب هو انكار وجودها والتعالى عن الذهاب للطبيب لمعرفه السبب الذى من الممكن ان يكون بسيط ولكن مع مرور الوقت قد يصل لمرحله اللاعوده

جهاز ياباني لإجبار كثيري الكلام والمشاغبين على السكوت












ابتكر اليابانيان كازوتاكا كورهارا وكوجي تسوكادا جهازًا إلكترونيًا جديدًا لإجبار الأفراد الذين يتميزون بكثرة الكلام وإحداث ضوضاء على السكوت، إضافة إلى امكانية استخدامه في علاج الأشخاص الذين يعانون من التلعثم، حيث يمكنهم الجهاز من تحسين طرق الحديث لديهم.

وأطلق المبتكران الهاويان على الجهاز، اسم "مشوش الكلام"، حيث إن استخدامه يجبر الأفراد على السكوت خاصة الطلاب المشاغبين في المدارس وداخل اماكن العمل المليئة بالضوضاء.

وقال كورهارا وتوسكادا: "إن الجهاز يعمل من خلال تصويبه من مسافة 30 مترًا على الأفراد المراد إجبارهم على السكوت، بواسطة ميكروفون يقوم بالتقاط مصدر الضوضاء وبعد ثانيتين يقوم بتوجيه نفس أصوات الضوضاء باتجاه محدثها، وهو ما يطلق عليه علميًا اسم الملاحظات الصوتية المتأخرة "داف"، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

وأضافا أن الجهاز لا يسبب أي ضرر أو ألم للشخص الذي يتم توجيه الجهاز إليه ولكنه سيجبره على السكوت، نتيجة لإحساسه بشعورمزعج وغير مريح عند سماع صدى صوته؛ إذ يؤكد علماء النفس أن هذا الأسلوب فعال لمقاطعة الكلام، ويجعل المتحدث يتلعثم ثم يسكت تماماً، وذلك لأن الكلام الذي يتم التشويش عليه يسبب اضطرابا للأشخاص، ثم يختفي الاضطراب فورًا عندما يتوقفون عن الكلام.

الأربعاء، 21 مارس 2012

EN DIRECT. Toulouse : le Raid a rétabli le contact avec le suspect



Une opération du Raid est en cours à Toulouse en lien avec les tueries de Toulouse et de Montauban. Un homme de 24 ans se revendiquant d'Al-Qaïda est retranché dans un pavillon.

Une opération du Raid est en cours à Toulouse en lien avec les tueries de Toulouse et de Montauban. Un homme de 24 ans se revendiquant d'Al-Qaïda est retranché dans un pavillon.
|
AFP/Philippe Desmazes

Ce Toulousain d'origine algérienne, âgé de 24 ans, qui se revendique d'Al-Qaïda, est retranché dans un appartement. Il ne détiendrait apparemment pas d'otage. Plusieurs coups de feu ont été entendus dans le quartier. Trois policiers ont été blessés mais pas gravement.

Selon le ministre de l'Intérieur
, présent sur place, le suspect, Mohammed Merah, 24 ans, est «quelqu'un qui a des attaches avec des personnes qui se réclament du salafisme et du jihadisme». «Cette personne a effectué des séjours en Afghanistan et au Pakistan par le passé», dit «être un moudjahidine», «appartenir à Al-Qaida et dit avoir voulu venger les enfants palestiniens et s'en prendre à l'armée française», a ajouté sur place le ministre qui s'est exprimé peu après 6h du matin.

S'il est confirmé que l'individu est bien
l'homme le plus recherché de France, cela pourrait mettre fin à une série de sept assassinats de sang froid qui ont choqué la et Israël, suscité les condamnations internationales et mis la campagne présidentielle entre parenthèses. Trois enfants juifs, un rabbin et trois parachutistes ont été exécutés à bout touchant depuis le 11 mars, probablement par un même homme opérant à scooter et procédant toujours selon le même mode opératoire.Le suivi des évènements, minute par minute :

13h09. Le contact a été rétabli entre le raid et le suspect,
annonce une source proche de l'enquête.

12h50. Marine Le Pen: «l'homme qui a tué se considérait musulman avant d'être français».
Marine Le Pen a estimé que l'homme soupçonné de meurtres de sept personnes dans le Sud-Ouest se «considérait comme musulman avant d'être français», affirmant refuser tout «amalgame» entre les Français musulmans et les fondamentalistes.

Risque fondamentaliste en France : retrouvez les réactions politiques



12h42. Merah travaille «dans la carrosserie», selon un homme qui dit être un proche.
Mohammed Merah travaille «dans la carrosserie», a indiqué un jeune homme se présentant comme un proche venu de leur quartier d'origine pour proposer à la police de lui parler.

Comment Mohammed Merah s'est radicalisé

12h40. EXCLUSIF. Le concessionnaire nous raconte comment il a guidé les policiers vers Mohamed Merah.
Venus le voir avec les bandes vidéos de la tuerie de Toulouse, les policiers ont demandé hier à Christian, concessionnaire 2-roues à Toulouse, s'il avait «récemment repeint un scooter comme celui-là» . «C'est à ce moment-là que l'un de mes employés s'est souvenu de la visite, quelques jours avant la première fusillade, d'un client qui avait posé des questions sur des travaux de peinture» révèle Christian, qui confie également au Parisien-Aujourd'hui en France comment, à l'aide d'un employé, il a retrouvé le nom du client en question, Abdelkader Merah, frère du suspect. Retrouvez cette interview exclusive ici.

12h35. C'est une «personnalité complexe», mais un individu «doux, courtois, policé»,
affirme, à propos du suspect, Christian Etelin, l'avocat l'ayant défendu en France pour des actes délictueux, interrogé sur BFMTV. «J'ai appris par son entourage qu'il s'était subitement radicalisé. Je l'avais appris il y a deux ans. Je lui avait dit, à son retour d'Afghanistan, que vu ses déplacements, il était sous surveillance très certaine».

12h30. Mohamed Merah a comparu le 24 février en correctionnelle pour conduite sans permis,
affirme son avocat Christian Etelin sur BFMTV. «Il avait rendez-vous avec le juge début avril.»

12 h 15. L'Autorité palestinienne rejette toute justification de la tuerie de Toulouse par le sort des enfants palestiniens. «
Il est temps que ces criminels arrêtent de revendiquer leurs actes terroristes au nom de la Palestine et de prétendre défendre la cause de ses enfants, qui ne demandent qu'une vie décente, pour eux-mêmes et tous les enfants du monde», a affirmé le Premier ministre palestinien Salam Fayyad, dans un communiqué de son bureau.
12 heures. Il y avait des armes à bord de la voiture du suspect.
C'est sans doute pour cette raison que les policiers ont décidé de faire sauter le véhicule. C'est Mohammed Merah qui a «lui-même dit aux négociatieurs qu'il avait une voiture (Renault) Mégane à proximité (de l'immeuble) avec des armes entreposées», et «en effet des armes ont été aperçues dans ce véhicule», a confirmé Claude Guéant.11h53. Tous dans le même avion. François Hollande, Manuel Valls, Marine Le Pen, Eva Joly, Nicolas Dupont-Aignan, Jean-Michel Baylet et de nombreux journalistes ont pris place dans le même avion partant pour Toulouse.11h40. «L'extrême droite cherche à surfer sur la situation» estime François Bayrou.
11h35. La marche commune entre Juifs et musulmans dimanche à Paris est annulée. «La marche de dimanche n'a plus lieu d'être, elle est effectivement annulée», a déclaré à la presse Richard Prasquier (Crif) à l'issue de cette rencontre d'environ une heure à l'Elysée. Le président du Conseil représentatif des institutions juives de France a toutefois précisé qu'«il doit y a voir cet après-midi une manifestation devant le mémorial de Drancy, avec des imams».
Le Grand rabbin de France, Gilles Bernheim, a de son côté «demandé à tous les rabbins de réciter des psaumes à l'occasion de l'office de samedi matin à la mémoire des victimes juives et non juives». «Il y a aura un office à la grande synagogue de la Victoire à Paris lundi prochain à 19 heures et je rappelle là aussi que nous ne prions pas seulement pour les nôtres mais pour toutes les victimes du racisme», a-t-il ajouté.

11h30. Sarkozy va à Toulouse «au chevet des victimes et des policiers blessés».
Nicolas Sarkozy a annoncé à l'Elysée qu'il allait se rendre à Toulouse ce mercredi dans l'après-midi, «au chevet des victimes et des policiers blessés» dans l'opération de police menée dans cette ville contre un homme suspecté des tueries de Toulouse et Montauban.


11h20. Les habitants de l'immeuble assiégé ont été évacués.
Notre envoyé spécial a aperçu le bus spécialement affrété quitter la zone, sans en connaître la destination.
11h18. Les autorités palestiniennes en France condamnent l'attaque de l'école de Toulouse


11h15. «Je tiens au nom de la Nation à féliciter les services de police
pour la rapidité de l'enquête et à rendre hommage à la mobilisation exceptionnelle des forces de l'ordre», déclare Nicolas Sarkozy. «Le ministre de l'Intérieur et les hommes du Raid mettent tout en oeuvre pour que ce suspect soit arrêté, déféré devant la justice et puisse ainsi rendre des compte des crimes dont il est soupçonné» précise-t-il.
11h13. Sarkozy: ne pas céder «à l'amalgame», à «la vengeance» face au «terrorisme»
. Le président Nicolas Sarkozy estime que le «terrorisme ne parviendra «pas à fracturer notre communauté nationale» et a appelle à ne «céder ni à l'amalgame ni à la vengeance», après l'identification de l'auteur présumé des tueries de Toulouse et Montauban. «Je le dis à la Nation tout entière, nous devons être rassemblés. (...) Le terrorisme ne parviendra pas à fracturer notre communauté nationale», affirme le chef de l'Etat dans une allocution. «Nous ne devons céder ni à l'amalgame ni à la vengeance» ajoute Nicolas Sarkozy, qui vient de recevoir les représentants des communautés juive et musulmane.11h12. Allocution du chef de l'Etat. Dans une allocution depuis l'Elysée, Nicolas Sarkozy explique que « l'auteur présumé a été identifié » et que « d'autres arrestations ont eu lieu dans la nuit » et félicite les services de police pour le travail accompli. « J'ai une pensée profondément émue pour les victimes de cette barbarie » et pour les policiers blessés, poursuit le chef de l'Etat, qui se rendra à Montauban pour les obsèques des militaires et, auparavant, à Toulouse, au chevet des forces de l'ordre blessées par l'auteur présumé de la tuerie.11h11. François Hollande dit son «soulagement» que l'auteur présumé des tueries de Toulouse et Montauban ait été «identifié» et localisé et a souhaite «que l'opération» en cours «se dénoue dans les meilleurs délais»11h10. Les religions soudées. Dalil Boubaker, recteur de la Grande mosquée de Paris, déclare sur le perron de l'Elysée : « Ce sont des criminels, ne donnons pas d'autres adjectifs qui expliquerait l'inexpliquable, l'inommable ». Peu avant, Gilles Bernheim, grand rabbin de France a déclaré : « Il y a des actes monstrueux dont la finalité a pour objet d'opposer les juifs et les musulmans, c'est peut peut-être ce qu'a voulu faire » l'auteur présumé de la tuerie de Toulouse.
10h53.
Le tueur présumé était suivi depuis des années par la DCRI
, selon Claude Guéant.10h52. Le suspect, «pas celui qui faisait le plus de bruit». Le père d'un voisin de Mohammed Merah, suspecté d'être l'auteur des sept assassinats visant les militaires français et la communauté juive depuis le 11 mars, a décrit le jeune homme comme une "personne normale", et "pas celui qui faisait le plus de bruit".
10h50. «Les conversations se sont interrompues»
, entre le suspect et les négociateurs, déclare Claude Guéant lors d'un point presse.
10h49. La mère du forcené, son frère et la compagne de ce dernier sont en garde à vue.

10h40. Le FN, visé pendant un temps, règle ses comptes.
Le FN s'en prend «aux salauds» qui selon lui, on «instrumentalisé la tragédie de Toulouse» contre le FN et Marine Le Pen, sa candidate à l'élection présidentielle. «A l'attention de Mme Buffet, de MM. Mélenchon, Bayrou, Sopo et autres : vous avez cru pouvoir misérablement instrumentaliser la tragédie de Toulouse contre le Front national» écrit le parti en tête d'un communiqué intitulé «Aux salauds».10h22. Mélenchon salue une bonne nouvelle. « L'identification du criminel dégénéré qui nous défiait est une bonne nouvelle », déclare Jean-Luc Mélenchon. « Dorénavant, notre premier devoir est de lutter contre les assimilations et stigmatisations haineuses à qui cette situation pourrait servir de prétexte » ajoute-t-il.
AUDIO. Une voisine de l'immeuble attend «dans l'attente et dans la peur»


10h13. Richard Prasquier, président du Crif, exclue tout « amalgame » entre des mouvements islamistes et « l'islam de France », en arrivant à l'Elysée avec Mohammed Moussaoui, président du CFCM. Pour ce dernier, les musulmans de France sont « offensés » que le tueur se revendique de l'islam
9h48. Toulouse: « C'est le sang de nos deux pays qui a coulé »
, dit Juppé en Israël. « Je suis venu ici au nom du président de la République et du gouvernement français pour partager la douleur des familles Monsonego et Sandler, si tragiquement éprouvées », a déclaré lors d'une conférence de presse conjointe Alain Juppé, arrivé en Israël avec les dépouilles des quatre victimes et une cinquantaine de leurs proches. « D'une certaine manière, c'est le sang de nos deux pays qui a coulé lundi à l'école Ozar Ha Torah », a-t-il rappelé.
9h47. Toulouse: éviter « amalgames » et « stigmatisation »
, demande Borloo. Le président du Parti radical, Jean-Louis Borloo, demande mercredi que l'on évite « amalgames » et « stigmatisation », au moment où la police tente d'interpeller un Français d'origine algérienne se réclamant du jihad. Il « salue l'efficacité de la police nationale ainsi que le courage des forces de l'ordre et notamment des hommes du Raid actuellement en opération », écrit son mouvement dans un communiqué.9h46. Les parents d'élèves attendent la délivrance. Les parents d'enfants de l'école Ozar Hatorah de Toulouse, qui rouvre mercredi, sont « soulagés » de savoir le suspect cerné par la police, attendant désormais « la délivrance », avec son arrestation. « Nous sommes soulagés que cet agresseur soit assiégé par les forces de police et nous attendons la délivrance maintenant. La délivrance de savoir qu'il a été arrêté », confiait Sabine Lévy, mère de Jennifer, 12 ans, élève de 5e au collège « qui n'a pas assisté à tout cela ».9h38. Une journaliste appelée par le suspect dans la nuit? Une journaliste de France 24 a reçu vers 1 heure mercredi un appel de revendication d'un homme se présentant comme le suspect des tueries de Montauban et de Toulouse, pris très au sérieux par les enquêteurs, a-t-on appris de source proche du dossier.9h35. Le suspect a été physiquement repéré mardi par une équipe de surveillance. L'enquête a été conduite grâce à des adresses IP et au scooter du du suspect. La première victime du «tueur au scooter» avait passé une annonce sur internet pour la vente de sa moto, qui avait reçu «près de 500 connexions sur son site», parmi lesquelles un membre d ela famille de Mohammed Merah. D'autres éléments sur le scooter Yamaha T max 530, repéré sur les lieux des crimes, sont venus petit à petit s'ajouter aux informations, notamment le fait qu'un individu avait interrogé un concessionnaire de la marque pour savoir comment désactiver le "tracker" installé sur l'engin pour le localiser en cas de vol.


9h33. Le suspect cerné est Mohammed Merah, 24 ans, Français d'origine algérienne.

9h40. Toulouse: des «germes explosifs» dans la société française (Bayrou). Il existe des «germes explosifs» dans la société française et les responsables politiques doivent veiller à ce que des «conflits» ou des «affrontements» extérieurs ne soient pas "importés" dans le pays, a souligné mercredi François Bayrou sur France Info.
9h35. C'est «un soulagement pour l'ensemble des Toulousains»
, déclare le maire de Toulouse, Pierre Cohen.
9h31. La détonation entendue à 9 heures serait due à une initiative du Raid.
Selon BFMTV, les policiers ont «sécurisé» une voiture suspecte. 9h30. Selon BFMTV, l'immeuble n'a pas encore été évacué.

9h19. «C'est une opération conduite de manière très remarquable»
, déclare Jean-François Copé, secrétaire général de l'UMP à propos de l'intervention en cours du RAID, selon des participants à la réunion hebdomadaire à huis clos du bureau politique du parti présidentiel, qui s'est ouverte par une minute de silence à la mémoire des victimes.9h16. Soulagement au Consistoire. Le président du Consistoire central israélite Joël Mergui, qui vient d'arriver à Jérusalem, déclare : «Je suis à la fois soulagé, mais j'éprouve une inquiétude réelle. Soulagé parce que les meurtres de ce barbare vont s'arrêter. Inquiet parce que nous nous demandons si d'autres personnes en France sont capables de commettre de tels meurtres».9h14. Le suspect a été identifié hier. Le suspect a été «identifié mardi» après que les enquêteurs ont pu effectuer tous les recoupements nécessaires entre les éléments de renseignements et ceux de l'enquête de PJ, expliquent des sources proches de l'enquête. La direction centrale du renseignement intérieur (DCRI) avait dressé «deux courtes listes de suspects potentiels dans les deux pistes principales retenues, celle de l'ultra-droite radicale et celle de l'islamisme radical dans la région Midi-Pyrénées», ont-elles poursuivi. Parallèlement, l'enquête de la direction centrale de la police judiciaire (DCPJ) «a rassemblé de son côté de nombreuses indications dans différents domaines».
Le Raid, une unité d'élite
Le Raid, est l'unité d'élite de la police nationale. Ses 170 membres sont triés sur le volet et passent des tests sans pitié pour y entrer. Ils suivent ensuite une formation très stricte et doivent faire preuve de leur aptitude physique ainsi que d'une bonne «gestion du stress et analyse du comportement».

L'une des qualités nécessaires est «l'humilité», parce qu'au Raid, entend-on souvent, «on a besoin de tout, sauf de cow-boys». Il faut aussi «du courage, bien sûr», mais pas aveugle, car «la sécurité des hommes et des femmes du Raid est érigée en priorité dans l'unité».La formation dure trois mois et elle est aussi continue car «tous les jours il faut s'entraîner à sauter en parachute, à simuler des attentats de toutes sortes ou des prises d'otages».

Le Raid, qui a fêté ses 20 ans en 2005, a résolu avec succès plusieurs prises d'otages durant sont histoire, dont celle de la maternelle de Neuilly-sur-Seine (Hauts-de-Seine) en 1993, l'arrestation des membres d'Action directe en février 1987 ou d'Yvan Colonna, le nationaliste corse condamné pour l'assassinat du préfet Claude Erignac en juillet 2003.
Son dernier fait d'arme remonte à 2009 quand il a traqué et interpellé Jean-Pierre Treiber, accusé du meurtre de Géraldine Giraud et Katia Lherbier en 2004 et auteur d'une cavale de 74 jours. Le Raid est commandé depuis 2007 par Amaury de Hauteclocque, petit-neveu du Maréchal Leclerc.

9h11. A Jerusalem, les funérailles des victimes de la tuerie de Toulouse viennent de commencer.
9h05. Nicolas Sarkozy fera une déclaration après le Conseil des ministres et après avoir rencontré les communautés religieuses.9h04. Les représentants des communautés religieuses seront reçus à 9h30 à l'Elysée.
9h02. Une détonation vient de résonner dans l'immeuble, nous apprend notre envoyé spécial sur place. 9h01. Guéant : «Le risque n'existe plus». Le ministre de l'Intérieur affirme sur BFM-TV que l'auteur présumé de la tuerie de Toulouse est «hors d'état de nuire». «Le risque n'existe plus», confie Claude Guéant. Le tueur «souhaite parler beaucoup, il veut parler. Il est en train de raconter tout son itinéraire criminel», explique Claude Guéant.
VIDEO. Claude Guéant assure que le suspect est « hors d'état de nuire »

9 heures. «Il dit qu'il se rendra dans l'après-midi», assure Claude Guéant. Le ministre explique sur BFMTV que le suspect négocie actuellement avec la police avec un téléphone, qui les forces de l'ordre lui ont donné en échange d'un Colt lancé par la fenêtre. «Le suspect est encore armé» note Claude Guéant, qui évoque «une Kalashnikov, un fusil Uzi et plusieurs armes de poing»8h56. Guéant veut l'interpeller «vivant». Claude Guéant : «Notre souci principal c'est de l'interpeller et de l'interpeller dans des conditions telles que nous puissions le présenter à la justice. [...] Notre souci c'est bien sûr de l'interpeller vivant. Il y va du bon fonctionnent de la justice. C'est un impératif pour nous», ajoute le ministre.8h55. Le quartier bouclé. Le quartier est entièrement bouclé, confie notre envoyé spécial Adrien Godet, situé à trois pâtés de maison de l'immeuble concerné. Chaque habitant doit prouver son identité et est accompagné par un policier dans ses déplacements. Un bus spécialement affrété est stationné à proximité de l'immeuble assiégé.8h50. La colère du père d'un militaire. Le père d'un des militaires tués réagit avec virulence à l'opération en cours sur RTL. «Ce qui m'intéresse c'est ce qu'il va dire ce monstre, cet assassin, moi je ne prends pas de pincettes, c'est un assassin !» lance-t-il. «On va le mettre sur la place publique? on va le bruler? Ca ramènera mon fils? Ca ramènera les trois enfants? La justice fait ce qu'elle veut maintenant, moi je voulais juste comprendre...maintenant j'apprend que c'est al-aquda. Il a quoi à voire avec Al-Qaeda mon fils?» 8h31. «Il semblerait» que le suspect «ne veuille pas se rendre», témoigne un responsable du crif présent sur place.8h30. Crainte d'«amalgames». Pour Dalil Boubakeur (recteur de la mosquée de Paris), il ne faut «pas d'amalgame entre la religion musulmane à 99% pacifique, citoyenne, responsable, non violente et tout à fait intégrée dans notre pays et puis ces mini-petites franges de gens décidés à faire un mal atroce».8h23. Le suspect a un casier en Afghanistan. L'homme de 24 ans, retranché à Toulouse et suspecté d'être le «tueur à scooter», a déjà été arrêté à Kandahar, en Afghanistan, pour des faits de droit commun, selon une source proche de l'enquête confirmant une information d'Europe 1.8h21. Marine Le Pen: «Le risque fondamentaliste a été sous-estimé» en France. «Des groupes politico-religieux se développent face à un certain laxisme. Il faut maintenant mener cette guerre contre des groupes politico-religieux fondamentalistes qui tuent nos enfants chrétiens, nos jeunes hommes chrétiens, nos jeunes hommes musulmans et les enfants juifs il y a deux jours» estime Marine Le Pen sur iTélé.

8h20. Le Crif soulagé. «C'est un immense soulagement, pas seulement pour notre communauté, mais pour l'ensemble des Toulousains et les enfants qui n'auront plus peur de se promener dans la ville», se félicite Marc Sztulman, secrétaire général du Crif Midi-Pyrénées, venu sur place pour suivre l'opération menée pour arrêter cet homme de 24 ans.8h17. L'immeuble va être évacué, selon RTL.
8h15. Pistes. Les enquêteurs sont également remontés au suspect grâce à l'adresse IP de l'ordinateur de son frère, également arrêté.
8h14. Pour l'instant, trois policiers ont été légèrement blessés dans l'opération.

8h04. Sarkozy en contact tout la nuit avec Guéant. Le président Nicolas Sarkozy a été en contact toute la nuit avec son ministre de l'Intérieur, sur les derniers développements de l'enquête sur le tueur de Toulouse, a-t-on appris mercredi auprès de l'Elysée.8h03. Des morts auraient-ils pu être évités ? «Je ne le pense pas, sauf à transformer la France en Etat policier» lance Gérard Longuet sur RTL.8h02. Gérard Longuet : «Nous avons regardé 20.000 dossiers de soldats». Gérard Longuet, ministre de la Défense, assure sur RTL que le suspect ne s'est pas signalé auparavant. Interrogé ensuite sur la nécessité de surveiller les personnes faisant des séjours en Afghanistan, le ministre précise : «Elles ne vont pas en Afghanistan, elles vont au Pakistan». «Nous avons regardé 20.000 dossiers de soldats», a-t-il dit. «Les informations liées au jihad ont été également épluchées. C'est le croisement des informations liées à ce que nous pouvons connaître et le travail d'examen des fichiers des adresses internet des interlocuteurs de la première victime qui a permis de se rapprocher», a-t-il dit.
8 heures. Il n'y a plus de tirs depuis deux heures dans l'immeuble.


7h50. Israël félicite la France.
Le vice-ministre israélien des Affaires étrangères, Danny Ayalon, s'est félicité mercredi matin de l'action rapide de la police française dans l'enquête sur la tuerie de Toulouse (sud-ouest de la France), dans une interview à la radio publique israélienne. «Je me félicite de l'action rapide des autorités françaises et j'ai remercié M. Alain Juppé», a déclaré M. Ayalon, qui a accueilli à l'aéroport de Tel-Aviv le chef de la diplomatie française venu participer aux funérailles des quatre victimes juives de la fusillade lundi à Toulouse.7h45. Les voisins terrorisés. Les habitants de l'immeuble n'ont pas été évacués. ils sont calfeutrés chez eux. "Je suis allongée par terre depuis 3 heures du matin. Dites à la police qu'elle vienne nous chercher...", supplie une voisine contactée par téléphone par Le Parisien.frVIDEO. Assault à Toulouse : des habitants racontent
7h40. Le suspect s'entretient actuellement avec le négociateur du Raid à travers la porte.
7h35. La piste du scooter a mené au suspect. Les enquêteurs, selon RTL, ont trouvé un concessionnaire affirmant avoir reçu la visite d'un homme la semaine dernière lui demandant comment «customiser» son scooter. Ce «visiteur» faisait partie de l'entourage du suspect. C'est l'une des pistes qui a mené à l'opération lancée cette nuit.7h15. Le président est sur le pied de guerre. Selon RTL, Nicolas Sarkozy suit l'opération depuis chez lui. L'avion présidentiel est en état «d'urgence» sur le tarmac de Villacoublay.
7h10. Le suspect était dans le collimateur du Renseignement.
Le suspect visé par le RAID «fait partie de ces gens de retour de zones de combat qui ont toujours été une inquiétude pour les services», indique une source proche de l'enquête. «Il était dans le collimateur de la DCRI (la Direction centrale du renseignement intérieur), comme d'autres, depuis les deux premiers attentats» de Montauban et Toulouse, avait signalé Claude Guéant un peu plus tôt dans la nuit.7 heures. Plusieurs salves de tirs a l'arme lourde ont été entendues entre 3h30 et 5h30, confirme l'envoyé spécial du Parisien.fr à Toulouse, Adrien Godet. Ils proviennent d'un immeuble de quatre étages, le seul de ce quartier pavillonaire.6h50. Les premières informations filtrent sur le profil du suspect. Selon la radio RTL, il se prénomme Mohamed, est âgé de 24 ans. Il est de nationalité française, affirme Claude Guéant.6h30. L'intervention des policiers du Raid se poursuit.
6h15. Selon le parquet antiterroriste, il y a «plusieurs opérations en cours».
6h14. «Il parle beaucoup de son engagement au profit d'Al-Qaïda et de la cause jihadiste», a confié le ministre de l'Intérieur. L'homme «converse par la porte, et peut-être que d'autres moyens de communication plus faciles pourront- ils être produits», a-t-il espéré. «Cette personne a effectué des séjours en Afghanistan et au Pakistan dans le passé, il a des attaches avec des personnes se réclament du salafisme et du jihadisme», a poursuivi le ministre, selon lequel le suspect est de nationalité française, et toulousain.
6h10. Tueur au scooter : la police cerne un suspect à Toulouse



6h12. «Il se revendique être un moudjahidine
, appartenir à al-Qaïda et avoir voulu venger des enfants palestiniens autant qu'avoir voulu s'en prendre à l'armée française compte tenu de ses interventions à l'extérieur», déclare Claude Guéant. 6h11. Le frère du suspect a été interpellé. «Tout le monde sait que sur les lieux du crime, on n'a jamais vu qu'une seule personne, mais le frère a également été arrêté» a déclaré M. Guéant, «parce que l'environnement fait l'objet de vérifications également».6h10. Première déclaration de Claude Guéant. Selon le ministre de l'Intérieur, l'opération est toujours en cours contre le suspect, qui «a des attaches» avec des salafistes et des jihadistes. Sa mère «n'a pas souhaité prendre contact avec lui».6 heures. Selon RTL, l'opération se déroule au 17 rue du sergent Vigné, dans un immeuble de quatre étages.5h40. Selon les journalistes présents sur place, six ou sept coups de feu ont été entendus.
5h10. L'homme retranché s'était rendu dans les zones troublées pakistano-afghanes, selon une source proche de l'enquête.4h50. Le ministre de l'Intérieur Claude Guéant est sur place.
4h45. Il n'y aurait pas d'otage. Selon une source proche de l'enquête, un homme se revendiquant d'Al-Qaïda est retranché dans un pavillon et ne détient apparemment pas d'otage. Deux policiers ont été blessés mais pas gravement.
4h30. Une opération du RAID est en cours depuis environ 3h du matin
dans le quartier de la Croix-Daurade à Toulouse en lien avec les tueries de Toulouse et de Montauban, indique à l'AFP une source proche de l'enquête.

LeParisien.fr