أريد في البداية أن أنبه من ساقه الفراغ إلى قراءة مقال سب وشتم ساكنة نواذيبو والذي عنونه كاتبه حماه الله ولد السالم:" دار ابن لقمان على حالها ..قبل خطاب (نواذيبو) وبعده " أن للبيت ربا يحميه.
وأقول لك ياحماه الله بعض ما قاله بن مطروح عن أسر لويس التاسع ملك فرنسا بعد معركة شرسة قرب المنصورة وقت الحملة الصليبية السابعة:
وفـقـك الله لأمـثالــها = لـعل عيسى منكم يـستريح
إن كان باباكم بذا راضـيا = فرب غش قد أتى من نصيح
وقل لهم أن أضمروا عودة = لأخذ ثأر أو لقصد صحيـح
دار بـن لقمان على حالها = والقيد باق والطواشى صبيح
( باباكم = بابا الكاتوليك الذي يروج للحملات الصليبية ، دار ابن لقمان = البيت الذي سُجن فيه ملك فرنسا لويس التاسع قرب المنصورة ، الطواشى صبيح = الحارس على لويس فى سجنه).
أتدري من تخاطب يا حماه الله؟
أتدري من هم الذين تصفهم بالكلاب وبالذئاب وتُصدر حكمك عليهم بأنهم كلاب وليسوا ذئابا رغم اعترافك أن لديهم نزعة ذئبية؟
أتدري ماذا كتبت؟
أتدري من تهدد بالسجن وبالقيد؟
من الذي تُخوفُه بالطواشي صبيح؟ ومن يُخيفه الطواشي صبيح؟
ما كنتُ أعرف أنك تشرب الخمر...
وماظننتُك تتناول المخدرات...
لن ُأعرف هنا بساكنة نواذيبو ، فكلب حماه الله وذئبه يعرفان من هم ساكنة نواذيبو والتاريخ يعرفهم والبلاد والعباد تعرفهم، وتعرفهم كذلك الذئاب والكلاب.ح
أما من تُهدده بالأسر والسجن فأمامك الواد يامُشَمر كِسائه كما يُقال...
درس في التاريخ:
كتب الدكتور المؤرخ والأستاذ حماه الله ولد السالم :
"اسم مدينة (نواذيبو) تعريب لتسمية بربرية (اخف تيگگت) معناها: رأس الكلب! أكرم الله أهلنا في مدينة الحوت. وقطعا هناك في الترجمة خطأ مقصودا جعل من الكلب ذئبا!"
لا يسعني إلا أن أسأل الدكتور المؤرخ عن دليله في صحة هذه المقولة التي ربما درّسها في الجامعة أو نوى ذلك ولا يفوتني هنا أن ألاحظ استنباطه (بعد اكتشافه التاريخي هذا!) الذي أَرجعَ به الذئبَ كلبا.
من حِكم الصين:
ويتابع الدكتور المؤرخ :
"تقول الحكمة الصينية أن لكل سنة بعينها حيوانا مخصوصا، فهذه سنة التنين وتلك سنة النمر، وهذه سنة السرحان وهكذا... أهل مدينة نواذيبو (رأس الكلب) قوم كرام كباقي أهل بلدنا الطيبين، لكنهم ليسو بمنأى عن ظلال تلك الحكمة الفلكية الصينية الغريبة."
أين الكرم في قوم هم رأس الكلب؟ نعم أهل نواذيبو رأس كل شيئ ورأس كل فضيلة وإن كانوا أو صاروا كما كتبت رأس الكلب فالكلب الذي هم رأسه ليس مع الكلاب ينبح ولكنه على الأسود ساد ويسود. ولا غرابة...
رحم الله الإمام مالك
ويواصل الدكتور المؤرخ :
"لم يُعرف أهل نواذيبو بتربية الكلاب، لأنهم مسلمون على مذهب مالك شديد الكراهية للكلاب وما يتصل بها، رغم أن أهل المدينة يقفون على الشاطئ المقابل للجزر الاسبانية وأهلها شديدو الاختلاط بتلك الحيوانات الأليفة."
ويحك ياحماه الله. أهل نواذيبو عُرفوا بالجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن والتاريخ حفيل بذلك والمعالم شاهدة به. وعُرفوا بالجود والكرم وحسن الضيافة ومكارم الأخلاق.
َأتتطاول ياحماه الله على أبناء أمة كاملة يندر أن يوجد فيها فرد إلا وله جد قُتل مقبلا غير مدبر في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن وتصفهم بالكلاب بكل بساطة وبهذه السهولة؟! لقد جئت شيئا إمرا!
ما كفاه سب الأحياء فشتم الأموات
ويكتب الدكتور المؤرخ:
"لا ندري أين دُفنت جثة ذلك الكلب المشؤوم، لكن رأسه بقي علَمًا على تلك المدينة الكريمة، ما يدل على أن في الأمر سرا وحكمة، قد تكون نزعة كلْبيّةً تسْري في الأرض والشاطئ والحيتان."
حتى أن الأموات لم يسلموا من سب وشتم حماه الله الذي لا تحتاج عباراته ولغته إلى فك رموزها فهي بادية للعيان وغاية في الوضوح.
ما كفاك سب الأموات فشتمت الأحياء والأرض والشاطئ والحيتان!
من المنافق؟
ويستمر الدكتور الباحث يكتب :
"على سكان نواذيبو أن يبحثوا عن رأس الكلب المشؤوم الذي جعل كل سنواتهم كلْبيّةً، تفيض وفاء ورضا وقناعة، في ظل كل الحاكمين والحكومات."
كان على الدكتور المؤرخ وهو يزعم أنه باحث أن يتولى مهمة البحث عن رأس الكلب المشؤوم ولكنه أختار أن يصف أهل نواذيبو بالنفاق. مَا فَمْ أعْظامْ كما يقال بالحسانية.
إن تاريخك وعلمك ليسا لك إلا كما قال الشاعر الحساني ( ِريشْ انْمَلْ مَنْ مُوجِيبَاتْ اشْقابُ) وأما ما نعت به أهل نواذيبو فكما يقول نفس الشاعر (لحْمْ اسْبَعْ تاكُلوهُ الذئابُ).
اعتراف صارخ:
ويعترف الدكتور المؤرخ :
"وهذه سطور ليست من قبيل تشْقيق الكلام ولا البراعة في صناعة الترسل، أحرى أن تكون من قبيل المقالات الرصينة التي يدبجها أرباب القلم المحترفون.
إنها نوع من تلك الخواطر التي تتسلل خلسة إلى أولئك المغرمين بالجلوس على الكثبان الصفراء وتأمل الغروب وسماع الأصوات الفطرية، ما يشي بأن في نفوسهم نزعة ذئْبيّة حقيقية متوحشة متمردة مناقضة تماما للنزعة الكلْبيّة."
هنا يعترف الدكتور المؤرخ وهو من أرباب القلم المحترفين ومن المغرمين بالجلوس على الكثبان الصفراء وتأمل الغروب وسماع الأصوات الفطرية بالحقيقة : في نفس حماه الله نزعة ذئْبيّة حقيقية متوحشة متمردة مناقضة تماما للنزعة الكلْبيّة.عن أية موريتانيا تتحدث ياحماه الله؟
ويكتب الدكتور المؤرخ :
"في موريتانيا لم يتغير شيء كبير، فالنخبة السياسية ما تزال تنتج الخُطب ذاتها، مع بهارات وتوابل حرّيفة من السباب والشتائم المقذعة، وحتى البليدة أحيانا، تتطاير من كل الأشداق في كل الاتجاهات وعلى مرأى ومسمع من الشاهد والغائب."هنا يصف حماه الله نفسه وصف العارف للموصوف ويجحد أن موريتانيا تغيرت إلى الأحسن.
هيف وأديانها:
ويختم الدكتور المؤرخ سبه وشتمه :
"إنها فعلا بداية المسارات القلقة، والأكثر خطورة من ذي قبل، قد تؤول إلى انسداد قاتل، أو دورة من الصراعات العنيفة أو المبتذلة، على نحو ما ظلت تعرفه هذه البلاد، بنخبها المدنية والعسكرية وبنزعاتها الكلْبية والذئْبية، وعادتْ هيْفُ إلى أدْيانِها والله وارث الأرض ومن عليها."
أبشرك ياحماه الله أن البلاد بخير وأن أهل نواذيبو على رأس الدرب تسير.
وما عليك إلا أن تُعد ما استطعتَ من عدة ومن رباط الخيل سبًّا وشتمًا فلن تُرهب به لا كلبًا ولا ذئبًا ولا...سبعًا. والواعَرْ افْذاكْ ألا طُولُ.وبذاك تبقى هيف على أديانها....
وأخيرا فمهرجان نوذايبو وخطابه كان لهما ما قبلهما وسيكون لهما بإذن الله تعالى ما بعدهما.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
|
الأحد، 25 مارس 2012
إلى الدكتور حماه الله ولد السالم البلاد بخير وأهل نواذيبو رأس السير ودار ابن لقمان للغير /الدكتور محمد عالي ولد سيدي محمد(حق الرد)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق