السبت، 17 مارس 2012

عبد الله السنوسي ومهرجان المعارضة /أحمد ولد معاذ ( رأي حر)




JPG - 14.5 كيلوبايت
ولدمعاذ
ما من شك في أن اعتقال عبد الله السنوسي في موريتانيا سيكون ورقة "رابحة" لن يتورع النظام الموريتاني عن تسويقها بأغلى الأثمان في بورصتيْ باريس والدوحة على الأقل.
فلو كان السنوسي لجأ إلى موريتانيا قبل مهرجان المعارضة الأخير لـَكان وجد في نظام ولد عبد العزيز وسيطا يساومه على ثمن مريح لإقامته وربما تجنيسه، شريطة أن يجلب كل ما لديه أموال خاصة وعامة، ويضعها تحت تصرف الوسيط .
وإذا أعجزت السنوسي حيلة تهريب تلك الأموال، فإن الوسيط سيضع تحت تصرفه خبرة فريق من السيدات المسافرات تحت الطلب، اللابسات من الحرير جلاببا، والحاملات ما غلا ثمنه وخف حمله، تعرفهن شرطة وجمارك الدار البيضاء ودبي وبيكين، سـِـيماهــُنَّ في حقائبهن من كثرة السفر.
لكن عبد الله السنوسي لم يوفـّّـقْ في اختيار التوقيت: فرسائل المعارضة الموريتانية في مهرجانها الأخير كانت موجهة كلها إلى الخارج ( اعلي ولد محمد فال يحث الغرب على رفع اليد عن دعم " نظام غير شرعي"، و محمد جميل ولد منصور يقول لــ"إخوانه" في قطر : نحن صامدون، وعلى ملة التظاهر سائرون، فهل أنتم لــ "الجزيرة" بدعمنا آمرون؟.....) "الجزيرة" بدأت تلبي نداء "الإخوان" في موريتانيا، على استحياء، لكن كل الإحتمالات واردة كلما اقترب الملف السوري من الحلحلة.
و الرئيس الفرنسي منشغل من ذؤابة رأسه إلى أخمص قدميه في محاولة قلب موازين القوى التي توقظه كل صباح على تقدُّم جديد ، في استطلاعات الرأي ونوايا التصويت، لمنافسه الإشتراكي.
اعتقال السنوسي في انواكشوط سيكون ، والحالة هذه، رزقا آخر قيضه الله لعزيز، سيساوم به قطر لتوقف دعمها الإعلامي والمادي المحتمل للمعارضة، وقد يقدمه قربانا آخر لساركوزي، بحجة أن القضاء الفرنسي حكم على السنوسي غيابيا بالسجن مدى الحياة، على خلفية تورطه المحتمل في تفجير الرحلة 772 التابعة للخطوط الفرنسية، والتي كان على متنها 170 راكبا في سفر مشؤوم، يوم 19 سبتمبر 1989 ، من برازافيل إلى باريس عبر انجامينا، قبل أن تتحطم في سماء صحراء (تنيري) بالنيجر.
وإذا أراد عزيز أن نصدقه في أن زمن صفقات البيع بالتراضي قد انتهى، فإن عليه إعلان مناقصة أو مزاد علني وطني ودولي لــ"بيع" السنوسي، فالرجل لا يقل أهمية عن ساحة بلوكات ومقر الموسيقى العسكرية و شركة الصيد الصينية و مطار انواكشوط "التوب تكنولوجي"...و...
و إذا لم تكن قطر وفرنسا مهتمتين في الوقت الراهن، فإن مصير السنوسي سيكون أحسن: سيرسو المزاد على رجل أعمال معروف، يستصدر إفادتيْ وفاة لوالديْ السنوسي، ويأمره بإطلاق لحيته، ويمنحه جواز سفر بيومتريا، تكون مهنته فيه " داعية" أو "مفكرا وأديبا"، حتى إذا ما انكشف أمره استطاع النظام التبرؤ منه، مصداقا لما قاله عزيز في انواذيبو: (كل أهل اللحى يكذبون ويزوِّرون...وموريتانيا ليست بحاجة إلى أهل الفكر والأدب...)، وهاكم السنوسي، فلم يعد له طعم ولا رائحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق