الاثنين، 19 مارس 2012

استخبارات موريتانيا تحاول توريط قيادات في المعارضة في ملف السنوسي/


أمين ولد شغالي

  • PDF

ما إن بدأت الأنظار تتجه إلى السلطات الموريتانية باعتبارها تحولت بشكل مكشوف إلى خادمة للسياسة الفرنسية في شبه المنطقة -بعد العملية المشتركة التي نفذتها الاستخبارات الفرنسية الموريتانية لاعتقال العقيد السنوسي في موريتانيا بعد رفض المغاربة التعاون مع الفرنسيين-  حتى بدأت الاستخبارات الموريتانية في حبك "مؤامرة" لتصوير اعتقال مدير استخبارات القذافي وكأن له علاقة بالشأن الداخلي الموريتاني.


هكذا ولدت فكرة "التحقيق مع السنوسي" أولا قبل النظر في طلبات تسليمه المقدمة من طرف ليبيا وفرنسا والجنائية الدولية، ثم جاء الدور على مصادر إعلامية غير بعيدة من بعض أروقة السلطة، للترويج لمسألة تورط قيادات سياسية موريتانية في قبض مبالغ مالية هامة من القذافي لخدمة أجندته في موريتانيا، وأن بعضا من تلك القيادات بدأ في الاستعداد لمغادرة البلاد خوفا من ملاحقة قانونية.

والملفت للانتباه أن "المصادر المطلعة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها" والتي سربت الخبر للعديد من الصحف، تستند في اتهاماتها إلى معلومات "سيكشف عنها الصندوق الأسود للقذافي"! لتعطي الانطباع بأن السنوسي جاء برضاه ليسدي خدمات للنظام الموريتاني.

وبحسب مصادرنا، فإن موريتانيا لم تحقق مع السنوسي ولا يسمح لها بذلك لأن مهمتها هي احتجازه حتى تنتهي مرحلة الانتخابات الفرنسية لكي لا يدلي بأية تصريحات من شأنها توريط الرئيس الفرنسي ساركوزي بخصوص استلامه تمويلات لحملته الرئاسية السابقة من ليبيا، على أن تسلمه فيما بعد للفرنسيين، كما أنه من غير الوارد أن يسمح الرئيس ولد عبد العزيز لأية جهة داخلية بالتحقيق معه، نظرا لحساسية مسألة "ودائع القذافي" لدى موريتانيا والتي هو على اطلاع كامل بتفاصيلها.


وكلما في الأمر أن الاستخبارات الموريتانية تسعى من وراء لعبة التسريبات هذه لتهيئة الرأي العام  لتوريط شخصيات فاعلة في المعارضة على رأسها صالح ولد حننا الذي تحول في الفترة الأخيرة إلى أحد ألد أعداه الرئيس ولد عبد العزيز، وقد بدأ اسم رئيس حزب حاتم في التداول بقوة داخل أوساط الاستخبارات، على أنه كان أحد المقربين من القذافي خلال فترة حكمه الأخيرة وأنه استلم منه مبالغ مالية هائلة مقابل خدمات كان يقدمها له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق